الشهيد البطل مهند أبو طاحون
فاز بشهادة الحق و الانتماء
كان الشهيد البطل مهند أبو طاحون يَعد الأيام ليتقدم لامتحانات الشهادة الثانوية وهو الذي حلم أن يدرس الحقوق.
انقطع الشهيد البطل عن الدراسة لكنه قرر أن يعود لمقاعدها وبقوة الإرادة لينال شهادة الثانوية. قوة الحق ومسيرات العودة دبت في الشهيد البطل مهند روح الفداء فكان من شباب مسيرات العودة الذين تصدوا بأجسادهم لنيران العدو ليثبتوا للعالم أن هذه الأرض بكل ذرة تراب ستعود لأهلها.
في مخيم النصيرات في غزة حيث عاش الشهيد البطل كان قلبه معلقاً بقرية “زرنوقه” التي هجر منها جده في العام 1948. وهو الفتى الذي تربى على قيم الشهادة والتضحية والعودة. لكنه رصاص الاحتلال وفاشيته أطلقت حقدها على رأسه لتصيبه وينقل بعدها إلى مستشفى في الضفة ليستشهد في 24- 5 -2018.
مقعد مهند وبطاقته الإمتحانية لن يتلمسهما ولن يكتب اسمه على ورقته الامتحانية وسيفوح منها عطراً ممسكاً برائحة البطولة لشاب فاز بشهادة سَجلت اسمه في قوائم الرجال.
دراسة المحاماة كانت حلماً أثيراً له ووعد أمه أنه سيجني المال لتحج على حسابه. يقول ساهر شقيق الشهيد: ” كان من المقرر ان، يبدأ شقيقي امتحانات الثانية العامة بعد أن كان منقطعاً عن الدراسة، واقتنع فجأة وقرر الدراسة من جديد وكان ينتظر الامتحانات بفارغ الصبر، لأنه كان مستعداً لها ويقضي ساعات طويلة في الدراسة”. ويستذكر ساهر آخر ايام شقيقه قبل الإصابة، بالقول ” كان لا يحب أكل السمك بالمطلق، لكنه قبل إصابته بثلاثة أيام فقط، وفجأة طلب من الوالدة أكلة السمك، ولبت والدتي رغبته حتى أنه يومها أكل كمية من السمك رغم انه لا يأكله بالمطلق، ولا يطيق رائحته، وقال لأمي إنها اشهى وجبة أكلها في حياته، وأنه لم يكن يعرف أن السمك شهي جدا”. وعن لحظة إصابة شقيقه قال ساهر: إنهم لم يتوقعون كل ما حدث، وأن الجيران هم من ابلغوهم بإصابة مهند، الذي يتصف بأنه الأهدأ بين أخوته وأدمثهم خلقا “.
رمزي صديق الشهيد قال: إن آخر يوم شاهد فيه مهند، كان صباح إصابته حين جلسا معا أمام منزلهم، واثناء حديثنا شاهد زحف المواطنين الى الخط الفاصل ذاك اليوم، وفجأة انضم الى المواطنين وتركني وحدي واقفا وكانت هذه آخر لحظة رأيته فيها”.
الشهيد البطل فاز بشهادة الانتصار على القتلة وسيظل اسما لامعا ونجما حاميا لتراب فلسطين…فلسطين التي ستبقى حاضرة في ذاكرة الآباء والابناء والاحفاد…والنصر حليفنا.. . فذاكرتنا ذكرة الشموخ والانتماء هي الأقوى.
لينا عمر