الشهيد البطل مصعب التميمي
“صامت لو تكلم”
“صامت لو تكلم”…وكأن شباب فلسطين وفتيانها يحملون وصاياهم ليزرعونها في كل درب وشارع وقرية ومدينة لتبقى ذكراهم حاضرة في أيام مقاومة لن تهدأ – مقاومة فجرها أبناء فلسطين الذين حفظوا أبجديتها في ساحات المواجهة وقرأوا درس الصمود في أرض ستظل تنبت زعتراً ومقاتلين.
على درب الشهداء الأبرار ارتقى الفتى مصعب التميمي ابن ال17 عاماً ليكتب أجمل قصيدة تمناها – قصيدة الشهادة التي زينت دروب وشوارع رام الله.
الشهيد البطل مصعب هو الابن البكر لعائلته بين ثلاثة أشقاء من قرية دير نظام في رام الله- كان مندفعاً للحياة ويرتب أيامه كقصائده التي كان يكتبها وهو يفكر أن يصبح شاعراً عل الكلمات التي كان يخطها على دفاتره تبوح بحب وطنه وتجعل من صداها بوابات لانتصار الحق.
يقول ابن عم الشهيد مصعب” استشهد مصعب ابن عمي.. كان شاعرًا، وكان يطلعني على بعض قصائده عندما أعود إلى البلد.. اليوم، قرر الفتى المتحمس أن يكتب آخر قصائده مبكرًا”. وتضيف إحدى فتيات قرية الشهيد:”دائمًا أقول إن اللغة القوية أهم من الكاميرا.. أهم من الفيديو.. أهم حتى من الحقيقة التي نراها في أعيننا.. رحم الله شهداءنا”.
لم يكن مصعب يحمل بندقية أو قنابل – كان بهتافه وقامته النحيلة يقف في مواجهة أسلحتهم المنصوبة صوب تجمعات الشباب المنتفض في وجه قرار الاغتصاب “الترامبي” الذي يقدم ورقة جديدة لتهويد فلسطين- ومن خلف حديد سيارتهم وجهوا له طلقة إلى الرأس مباشرة ليستشهد على الفور في 3- 1- 2018.
يقول والد الشهيد في تفاصيل استشهاد ابنه: قوات الاحتلال اعتقلت شابًّا من ذوي الإعاقة الذهنية، فتحركت مجموعة من الأهالي عند مدخل القرية للإفراج عنه، وأخبروا الضابط المسؤول أن الشاب معاق، ولكن الضابط أخبر الأهالي أنهم اعتقلوا مواطنًا، و سيقتلون آخر”. وأكد الوالد أنه عاد أدراجه هو ومن معه، في أعقاب رؤية غضب الجنود وتعطشهم للقتل، وما هي إلا دقائق معدودة حتى أطلق الجنود رصاصة على الطفل مصعب من مسافة متر تقريبًا، فأرتقى شهيدًا.
تضيف والدة الشهيد مصعب – إن نجلها كان كاتباً ومحباً للشعر وان الاحتلال أعدمه بدم بارد على مدخل القرية. وبافتخار يقول والد الشهيد البطل إن نجله كان يتمنى الشهادة- وارتقى شهيداً بعد ان قتله الاحتلال بدم بارد.
ستبقى دماء مصعب وكل شباب فلسطين منارات تضيء طريق النصر القادم مهما طل أمد الاحتلال.
لينا عمر