شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد البطل محمد محمود شرف

نال الشهادتين وانتصر للقدس

لأنهم ملح الأرض ورائحة خبز الطابون في ليلة كانونية – ظلوا على عهد الانتماء لفلسطين وحواريها ودروبها التي تعرف أبناءها و” ما بدلوا تبديلا”…نال الشهادتين معاً شهادة التفوق في الثانوية العامة وشهادة الانتماء لوطن سيظل يقاتل المحتل لتحرير كل ذرة تراب.
الشهيد البطل محمد محمود شرف ابن بلدة سلوان في القدس التي لن يهزمها قتلة العصر مَثل في استشهاده قدوة لكل حر بأنه لن يهادن الاحتلال الجاثم فوق أرضنا و سيواجهه بما امتلك من إرادة وعزيمة.
الشهيد البطل محمد شرف كان مقبلاً على الحياة ويرتبها كما يرتب الفلسطينيون أيامهم في القدس التي لم ينل منها المحتل…وظلوا يقاومون التهويد والطرد وحرمانهم من أبسط حقوقهم اليومية….وإن رفع المغتصبون البوابات الالكترونية فإن أجساد الأبطال تمر كالضوء الذي لا ينقطع من دروبها الطاهرة … تمر كنور دماء الشهداء من عبد القادر الحسيني إلى الشيخ الجليل عز الدين القسام وعطا الزير وحجازي والقائمة تطول…إنها حكاية مقاومة تستمر جيلا ً بعد جيل.
17 عاما رصعتها أمه في وسائده التي عشقت رائحة عطر صباحاته…ونثرت في دربه حلوى الصباحات في خيمة كانت تنتظر المهنئين بنجاحة لتصبح للمهنئين بشهادته.
تقول والدة الشهيد: ” لا أعرف هل أبكي أم أفرح- صحيح أنّ ابني شهيد- رفع رأس والديه وأشقائه وعمته. لكنّني كنتُ أود أن أشبع منه- 17 عامًا لم تكن كافية كي نفرح سوية بتخرجه وبتعليمه- الذي كان ينتظره فور انتهاء العطلة. كان محمد يخطط ويحضِر للمرحلة القادمة، ويأمل أن يقترب اليوم الذي ينتقل فيه إلى الجامعة- إذ ترك أحلامه خلفه ورحل”.
وتتابع “طلب مني محمد أن أرتِّب غرفته، وغمزني وابتسم، وقال: ” إنّها المرّة الأخيرة التي أطلُب منكِ يا أمي أن ترتبي غرفتي، ففي المرات القادمة، سأكون في الجامعة “.
أصيب الشهيد البطل محمد برصاصة في عنقه أطلقها مستوطن صهيوني ليستشهد على الفور في 21-7- 2017 وذلك في منطقة رأس العامود بعد أن صلّى الجمعة في الشارع في مواجهة جنود الاحتلال الذين نصبوا “البوابات الالكترونية”.
استشهد محمد وهو قابض على ذكريات لن يتركها أبناء جيله…ذكريات كانت وستبقى تؤرق كيان الاحتلال…ذكريات هي واقع في معركة سينتصر فيها شعب لن يتخلى عن ذرة تراب من أرضه.
سيبقى محمد وكل شباب فلسطين منارات ساطعة تنير درب الانتصار.

لينا عمر

زر الذهاب إلى الأعلى