شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد البطل محمد محمود حطاب

 

لعمرك  يزهر الحنون

على موعد كان مع أحلام الدراسة وإكمال طريقه الذي زينه بورد عمره ال 17 .

الشهيد محمد محمود حطاب ابن مخيم الجلزون وحيد والديه من الذكور, لم تتركه نازية الاحتلال كي يفرش دربه كما كان يهيئ لمستقبله بإكمال الدراسة في وطنه المغتصب. على مقربة من المخيم يراقبهم شبح الموت ببرجه العالي .يرصد أنفاسهم يلاحق خطواتهم. وكم من  الشهداء الأطفال تركوا حقائبهم شاهدة على المجزرة حين استهدفهم برج الموت كما يطلق عليه أهلنا في مخيم الجلزون.

كان محمد ينتظر كي ينهي دراسته الثانويه,وتزين أمه الساحات كي تفرح بوحيدها,تعد له طقوس الفرح بأغنيات النجاح ودعوات التفوق. وتفرش في دربه نظرات الشوق لفتى سيكبر لتتكئ على كاهليه في عمر مخضب بالوجع.

رصاص الغدر و النازية أطلقت على عربة كانت تقل الشهيد وأبناء عمومته, وصعدت روح محمد إلى بارئها واصيب من كان معه في السيارة من أبناء عمومته…وكأن الجرح ينادي

” شيعوا لأولاد عموا يلاقوه”.

الروايات جميعها تكذب ادعاءات الاحتلال…اطلقت النيران على السيارة كي تكسر الإرادة الفلسطينية, كي ترهب أبناء شعبنا الذين يتعرضون للقتل اليومي على أيدي المستوطنين في عالم ظالم يدعي حقوق الانسان.والرواية الحقيقية لاستشهاد البطل محمد حطاب :أن جنود الاحتلال في البرج العسكري المقام على مقربة من المخيم، بداعي حماية مستوطنة “بيت إيل”، أطلقوا الرصاص الحي على مجموعة من الشبان داخل مركبتهم، مما أدى الى استشهاد محمد حطاب وإصابة أربعة آخرين بجروح جلها بالغة الخطورة.

في الجلزون كان محمد يسجل ذكريات أيامه ال17 ويرى بأم عينه أرضنا المغتصبة, وقلبه يردد سنهزمكم  مهما شيدتم من أبراج, أبراج علمنا ستكون الأقوى ومقاومتنا ستشتد في أرض المقاومة. محمد الذي لم يمهله القاتل كي تزين له أمه الساحات بنجاحه, زفوه عريساً في أرض فلسطين. وأخوته يهتفون باسمه أنهم لن ينسوه وسيبقى في كل أيام المواجهات.

أبناء شعبنا في فلسطين…أصدقاء محمد  كلهم كتبوا, كلهم هتفوا يجب قطع يد الاحتلال…المقاومة يجب أن تستمر…لا لسلطة أمنية تنسق مع الاحتلال. دم محمد ليس ماء…دمنا لا يباع ويشترى في سوق المفاوضات.

الشهيد البطل محمد…لن يتراجع أخوتك في المواجهات اليومية مع قطعان المستوطنين…وستشتعل الأرض مقاومة …دمك ودم أخوتك  سيظل شمس الحق التي لا تغيب.

لينا عمر

زر الذهاب إلى الأعلى