الشهيد البطل محمد طه
كفر قاسم…إنني مندوب جرح لا يساوم
لم تزل الذاكرة الفلسطينية متوهجة وتحفظ أدق تفاصيل مجزرة كفر قاسم في العام 1956…المجزرة التي استشهد فيها أكثر من 50 فلسطينيا ًكانوا عائدين من عملهم.
صورة اليوم تعيد الهمجية الصهيونية والإرهاب المتواصل لاقتلاع شعبنا من أرضنا التاريخية في العام 1948.
فشل كيان الاحتلال أن يقتلع شعبنا ويدجنه ويلغي تاريخه وارتباطه بأرضه ..,رغم كل المحاولات والارهاب طيلة 70 عاماً.. فشل من أن ينزع هويته الوطنية التي ظلت شبحاً يخيم على تجمع إرهابي يمارس أبشع أنواع التفرقة العنصرية.
كفر قاسم تحيي كل عام ذكرى المجزرة.
لم يستطع الكيان الصهيوني أن يقتلعها من صيرورة المواجهة لنظامه الفاشي, بل جيلاً بعد جيل يكبر الفلسطيني ويحمل في روحه معنى الانتماء لوطن سيعود لأهله.
قصة شهيدنا محمد طه الشاب العشريني …ابن كفر قاسم تختزل كل حكايات الفلسطيني في أراضينا عام 48.شعب لا يقبل بالاحتلال وسيظل يواجهه …وهذا ما حصل في مطلع حزيران من هذا العام من مواجهات في كفر قاسم لصد محاولات الشرطة الصهيونية اقتحامها ودب الفوضى فيها.
تقول سرية طه والدة الشهيد:” ابني كان يحب بلده كفر قاسم ويتضايق عندما يتم المس بها، ودائما كان يحافظ على اسمها.. أنا فخورة جداً بابني الشهيد الذي وقف وقفة مشرفة”.
سارة طه زوجة الشهيد قالت: ” زوجي محمد كان انساناً مميزاً ..وهو خسارة لنا جميعا. الشهيد كان متواضعاً وصاحب قلب نظيف ، ويحب عمل الخير ومساعدة الآخرين. في يوم الجريمة اتصل بي زوجي وقال لي: “هنالك مشاكل كبيرة في كفر قاسم”، سألته ماذا سيفعل؟، قال لي “سأقف الى جانب أبناء بلدي”، ومن ثم اغلق الهاتف. بعد دقيقة اتصلت به مرة اخرى لكن هاتفه كان مغلقا “.
الجريمة التي نفذها جنود الاحتلال بحق الشهيد محمد طه وهو لم يكن يحمل سكيناً أو مسدساً…تؤكد على التعطش للدماء وإرهاب شعبنا لتهجيره من أرضه.
3 رصاصات أطلقت على محمد لمجرد أنه أراد أن يقف مع أبناء شعبه في وجه الاقتحامات الصهيونية لكفر قاسم – واعتقال شبابها لإرهابهم ودب الفوضى في المدينة.
أهالي كفر قاسم أبناء الجرح الذي ينزف منذ العام 48 ..وقفوا كرجل واحد في وجه الارهاب الصهيوني وشيع الآلاف من أهالي المدينة والمنطقة، جثمان الشهيد محمد محمود طه (27 عاما)، الذي استشهد يوم الاثنين 5- 6…وهتف المشيّعون للشهيد ‘بالروح بالدم نفديك يا شهيد’، كما رفعوا الأعلام الفلسطينية.
حكاية المقاومة في فلسطين. هي حكاية الأرض التي ستبقى تقاوم الاحتلال…هي حكاية محمد طه الذي لم يقف مكتوف الأيدي أمام همجية كيان الاحتلال.
حكاية كفر قاسم أنها ستبقى على عهد شهدائها تردد كلمات الشهيد الراحل محمود درويش:
كفر قاسم
إنني عدت من الموت لأحيا، لأغني
فدعيني أستعر صوتي من جرح توهّج
و أعينيني على الحقد الذي يزرع في قلبي عوسج
إنني مندوب جرح لا يساوم
علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي
و أمشي..
ثم أمشي ..
و أقاوم.
لينا عمر