الشهيد البطل محمد خالد أبو ريدة
عيوننا إليك ترحل كل يوم
كل الشهداء متشابهون بابتسامة الانتصار في مواجهة المغتصب – لا يخيفهم سلاح القتل وآليات كيان الاحتلال فمسيرات الغضب- مسيرات العودة هي عنوان التشبث بالأرض وهي صوت أبنائها الذين خرجوا في أيام الغضب التي بدأت في الثلاثين من أذار…,والشهيد البطل محمد خالد أبو ريدة من أوائل الشباب الذين لبوا النداء ليكون في ساحات الشرف والكرامة ليرسل حنين قلبه لأرضه المغتصبة. تربى في كنف عائلة وطنية علمته أن فلسطين هي كل ذرة تراب ولم يتخلف يوماً حتى عندما كان طفلاً للخروج والمشاركة بالمظاهرات الوطنية ليهتف لفلسطين وحق العودة.
عشرون عاماً هي نجوم حياته القصيرة لكنها تفيض وطنية لشاب أراد أن يكمل دراسته الثانوية بعد أن تعثر في الحصول على الشهادة نتيجة ظروف المت به.
تقول سمية أخت الشهيد:” محمد منذ نعومة أظفاره وقلبه متعلق بالوطن، والأحداث الثورية، فيعتبر المشاركة في هكذا فعاليات من المسلّمات والواجبات”، فكان أول المشاركين في فعاليات مسيرات العودة 30/آذار المنصرم”. و تضيف:” كان متحمسًا للحصول على شهادة الثانوية العامة، وجهز نفسه لها، قدم مبحث التكنولوجيا العملي قبل أيام من استشهاده، تفاءل بالنتائج وتحفز للاختبارات النهائية المقررة في السادس والعشرين من الشهر الجاري لكن القدر حال بينه وبين ذلك لينال شهادة الآخرة. حنون جدًا علينا، لا يبخل علينا بشيء، أتذكر عندما كان يراني أبكي في شرفة البيت، يأتي ليجلس بجانبي ويظّل يُمازحني ولا يُفارقني إلا حين يتأكد أنني أصبحت بخير، وعليّه أن يرى ضحكتي ليطمئن ثم يذهب”.
علاقته بأهله وجيرانه يضرب بها المثل لأخلاقه ومحبته للجميع – كما يُحب مساعدة الغير. ومشهد تشييعه كان يقول أن كل محبيه بكوه “.يقول أحد أصدقائه: في مشاركته بمسيرات العودة لم يتأخر مرة واحدة – كان شجاعاً جداً ومقداماً- ونفسه تواقة للشهادة.
مساء السادس من أيار جاء للعائلة اتصال وكانت مجتمعة في ساحة المنزل وأخبرهم أحد أصدقائه أن محمد أصيب برأسه ليرتقي شهيدًا شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.
تقول أمه :” كنّا نتوقع استشهاده في أيّ لحظة، لكنّه استعجل الرحيل وأوجع قلوبنا”.
سيبقى محمد وكل شباب فلسطين نجوماً ساطعة للعودة إلى كل ذرة مغتصبة من أرض فلسطين- ودمه ودم كل الشباب الفلسطيني جسر عودة لن يسقط أو ينكسر مهما اشتد الحصار – فشعب فلسطين لا يعرف إلا الانتصار.
لينا عمر