شهداء فلسطين

الشهيد البطل مؤمن الهمص

عدت كي أنال الشهادة ولن أتراجع

الابتسامة تلوح على شفتيه وكأنه يقول لن يثنينا القمع عن مواصلة مسيرات العودة التي شارك فيها الشهيد الفتى مؤمن الهمص منذ انطلاقتها…بكل حيوية الشباب كان الشهيد مؤمن  الهمص يندفع في كل جمعة ليكون في مقدمة الصفوف. وفي جمعة الوفاء للأطفال الشهداء تقدم الصفوف هاتفاً لفلسطين وحق العودة وعلى الضفة الأخرى كان جنود الاحتلال يسددون صوب صدره 27 – 7- 2018  ليغتالوا الحياة لشباب فلسطيني آمن بالمقاومة وحقه بأن فلسطين هي لأهلها.

لم يكن الشهيد مؤمن الهمص متردداً في مشاركاته بل كان يحضر ورفاقه قبل يوم ويوزعون المهام التي سيقومون بها ويتعاهدون على الشهادة ومواصلة الكفاح وهذا ما رددوه في تشييعه الكبير شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة : “مؤمن ارتاح ارتاح وإحنا نواصل الكفاح”. وارتدوا “بلوزة سوداء” مطبوعٌ عليها صورة الشهيد.

تقول والدة الشهيد مؤمن داخل مخيم العودة:

“أنا أولادي ثلاثة عشر راح واحد إلى الجنة وبقي الأخرين ومستمرين في مسيرة العودة الكبرى حتى نحقق هدفنا ونرجع إلى أراضينا المحتلة”. وأضافت: “مشهد ارتقاء ابني في مخيم العودة كان الأصعب حينما رأيته مضرجاً بدمائه وهو طفل صغير لا يتجاوز عمره الـ 17 ربيعاً”. وأضافت أخت الشهيد مؤمن  أنه كان يخبرها أنه سوف يحصل على درجة عالية في الثانوية العامة  وسيسافر لإكمال دراسته لكن الاحتلال قضى على تلك الفرحة برصاصة غادرة اخترقت جسده وكان على موعد لخوض مرحلة الثانوية العامة لعام 2018 م-2019″.وتضيف :إلا أننا بعد استشهاد أخي ازدادت روح العزيمة لدينا والاستمرار في المشاركات في مسيرات العودة”.

ويروي رفيق الشهيد مؤمن: “الجمعة الأولى التي يغيب مؤمن عن الحدود فيها بعد قضاء ثمان عشرة جمعة برفقتنا في مقدمة الصفوف في مقارعة الأعداء حيث يفتقد مؤمن هو وأصدقائه الذين تواجدوا في هذه الجمعة”.

وأكد: أن رفيقه الشهيد مؤمن كان يتمنى الشهادة ففي يوم أخبر مؤمن صديقه حازم بأنه “مشتاق للشهادة ” ليخبره حازم بصوت الصديق “هتنولها يا مؤمن”. وأضاف: “في ذات مرة أصيب مؤمن بغاز مسيل للدموع واستنشق نسبة عالية من الغاز وتم إسعافه للمستشفى الميداني المتواجد داخل مخيم العودة شرق رفح وما هي لحظات إلا ومؤمن رجع إلى الصفوف المتقدمة على الحدود برفقة الشباب الثائر ووجه سؤاله لمؤمن: ليش رجعت أجاب: “بدأتها ولن أنهيها إلا بالشهادة”.

الشهيد البطل مؤمن استشهد في 28- 7 صباح السبت متأثرا بجراحه وسيبقى نموذجاً للشباب الفلسطيني المقاوم الذي ورث ذاكرة النضال من عائلة مناضلة- ومضى على دربها. وسيبقى شباب فلسطين متمسكين بوصايا الشهداء لتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني

لينا عمر

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى