الشهيد البطل قاسم جابر
صامت لو تكلم
كان ينتظر مولوده ليكحل عينيه به – وتراه يكتب على دفتره الصغير أسماء قد تكون من نصيب طفله _ يفتش عن خضرة البساتين في الخليل لتكون سخية في ضمه لصدرها حين يكبر- لكن الشهيد البطل قاسم جابر ابن 31 عاماً كان يعد اللحظات كي يثأر للشهداء – يثأر لفلسطين- يثأر للمقتلعين من أرضهم.
تقول زوجته: ” كان مميزاً في حنانه ولطفه معنا ومع الأسرة بأكملها، وشعرت منذ مساء ذلك اليوم 14-3-2016 أن أمرا جللاً قد يحدث، فحركات “أبو مؤمن” لم تكن طبيعية بل كان يعد نفسه لأمر لا نعلمه”
صامتاً وكتوماً ولا يعرف أحد من عائلته أو أصدقائه ما يدور في خلده- وفي صفاء روحه يلتهب حب الوطن الذي يراه في كل شيء حتى عندما فتح دكاناً لبيع الخضار قال لا تختلفوا على الاسم سأسميه محل الشهيد لبيع الخضار والفواكه.
قضى الشهيد البطل قاسم جابر عدد من السنوات في سجون الاحتلال- ولم يعترف بأي تهمة وجهت إليه – وأطلق سراحه بعدها.
وفي انتمائه لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري كان الشهيد البطل قاسم من النشطاء الذين أعجزوا الاحتلال في رصد تحركاته. حتى حانت الفرصة في 14-3- 2016 لتنفيذ عملية قرب مستوطنة كريات أربع شرق مدينة الخليل والتي أصيب فيها عدد من جنود الاحتلال.
تحدثت وسائل الإعلام الصهيونية أن مركبة فلسطينية تقل فلسطينييْن أطلقت النار باتجاه حافلة صهيونية وحاولت دهس عدد من الجنود، واعترفت بإصابة جنديين إثر العملية. وأوضحت الوسائل الصهيونية أنه عثر بحوزة المنفذين على مسدس وبندقية “كارلو”.
الخلية التي انتسب اليها البطل قاسم كانت قد تشكلت أواخر عام 2004م، وعملت بسرية مطلقة حتى اعتقال أفرادها في أوائل العام 2006م.وقد شارك الشهيد البطل قاسم جابر في عمليتين، إحداهما عملية البلدة القديمة (شارع البلدية)،والثانية أوكل إليه مهمة قيادة مركبة على خط مستوطنة (كريات أربع).وكُلّف برصد تحركات العدو كون بيته ملاصقًا للمستوطنات بالخليل- وتوفير الدعم اللوجستي لأفراد الخلية أو ما يحتاجونه من معدات. واعتقل الشهيد جابر وأفراد الخلية بعد سنتين من المطاردة.
أم الشهيد قاسم جابر- انطلقت تتقدم الجموع من مسجد الحسين إلى مقبرة الشهداء، وهي تهتف بحرارة ووطنية (بالروح بالدم نفديك يا شهيد).وكانت تصبر النساء و تقول لهن: “لا تبكين .. قاسم شهيد .. قاسم شهيد”
ستبقى وصايا الشهداء حاضرة في أيام كل شباب فلسطين- وسيبقى قاسم حاضراً لا يغيب.
لينا عمر