الشهيد البطل عبد القادر أبو الفحم
لن أكون في الخندق الأخير أبداً
في إضرابهم الاسطوري يواصلون تحدي المحتل وإرهابه بأمعائهم الخاوية. يضربون قصص بطولة رائعة للإرادة الفلسطينية التي لم ولن تستسلم رغم كل الاجراءات الفاشية في فك إضرابهم من عزل وتعذيب ونقل في حافلات صغيرة تزيد من أوجاعهم.
قرروا أن العين تقاوم المخرز في عالم يدعي الديمقراطية. العالم المستسلم لأميركا والغرب اللذان يقدمان كل التكنولوجيا للإرهاب الصهيوني.
سقط منهم الشهداء منذ أن اعلنوا اضرابهم في 17 نيسان من هذا العام.
الخطر يحدق بالأسرى بعد أن بدأت المرحلة الثانية من التوقف عن شرب الماء.
الحركة الأسيرة الفلسطينية قدمت عشرات الشهداء منذ أن وثقت في العام 1967 – وأول الشهداء الأبطال عبد القادر جابر “أبو الفحم”.
الشهيد الذي قدم روحه لتبقى رايات فلسطين خفاقة…لتبقى حركة الأسرى ومقاومتها عنوان صراع مفتوح في مواجهة كيان سيزول.
الشهيد عبد القادر أبو الفحم شكل انموذجاً في معتقل عسقلان.
ولد في عام – 1929اقتلع من قريته “البرير” قضاء غزة وعاش مرارة اللجوء حيث استقرت عائلته في مخيم جباليا.
درس في مدارس وكالة الغوث وتمكن من اجتياز الاعدادية لكن الظروف لم تسعفه لإتمام الدراسة الثانوية وهو الذي عمل في سن صغيرة ليساعد عائلته.
التحق بجيش التحرير الفلسطيني منذ اللحظات الاولى لتشكيله عام 1965 وحاز على رتبة رقيب .
بعد نكبة حزيران 1967 رفض الشهيد عبد القادر أبو الفحم أن يغادر القطاع – وهو الذي امتلك خبرة عسكرية. بدأ بجمع الأسلحة التي خلفها الجيش وقام بإخفائها لاستعمالها عندما يحين الوقت المناسب.
عمل على تجميع المقاتلين المدربين من جنود جيش التحرير الذين لم يغادروا قطاع غزة .شكل مجموعات سرية زودها بالسلاح ثم اتصل بقيادة جيش التحرير في القاهرة طالباً المساعدة في الاستفادة من التشكيلات العسكرية السرية التي شكلها فأطلقوا على التشكيلات الجديدة اسم “قوات التحرير الشعبية”.
كان عبد القادر على رأس تلك المجموعات في قطاع غزة – وخاض سلسلة عمليات ناجحة ضد قوات الاحتلال – كان آخر اشتباك له في محيط مخيم جباليا مع قوة عسكرية معززة آليا، فأصيب بإحدى وسبعين طلقة وتم أسره من قِبل قوات الاحتلال الصهيوني عام 1969.
في المعتقل ورغم اصابته وجروحه التي لم تشف انضم الى اضراب الأسرى الذي كان قد قرره الأبطال في المعتقلات الصهيونية( معتقل عسقلان) – ولم يستجب إلى كل المناشدات من إخوته لوقف اضرابه نتيجة حالته الصحية. وقال” لن أكون في الخندق الأخير أبدا” .وكل من يعرفه يدرك كما كان صلباً في المعتقل ومواجهاً للمحققين- غير آبه بكل تعذيبهم له.
استشهد في العام 1970 في اليوم الخامس من إضرابه نتيجة تدهور حالته الصحية.
اليوم يواصل إخوة الشهيد عبد القادر طريق الحرية…يواصلون إضراب الكرامة والحرية…ويسطع وجه الشهيد عبد القادر أبو الفحم شمساً تمدهم بإرادة الصمود لبطل استشهد واقفا ولم يركع إلا لله.سيبقى الشهيد عبد القادر أبو الفحم وكل الشهداء منارات لا تغيب.. سيبقون نجوماً فوق الجبين.