شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد البطل زياد بريم

ذاكرة التحدي ستنتصر على المغتصب

اسماها بيسان لتبقى ذاكرةً مفتوحة المدى على فلسطين- فلسطين التي لم تغادر ذاكرة الشهيد البطل زياد بريم  28 عاماً ابن بلدة بنى سهيلا الواقعة شرقي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة. وظلت ذاكرة الاقتلاع والتهجير تلاحقه ولم تنل منه بل جعلته صلباً منغرساً في أرض المقاومة.

آخر لحظات عمره كانت القبلة الأخيرة على جبين طفلته بيسان التي لم يسمع صوتها فهي في شهرها الرابع – ومضى الى ساحات الكرامة…ساحات مسيرات العودة  مشاركا في مليونية العودة وصوته هادر أن فلسطين – كل فلسطين ستعود لأهلها مهما امتد زمن الطغيان.

منذ انطلاق مسيرات العودة شارك فيها الشهيد البطل زياد- ورغم اصابته إلا أنه لم يتراجع بل ازداد عزيمة في المواجهة المفتوحة مع كيان القتل…وكان يعرف أنه قد ينال شرف الشهادة في أي لحظة …,فالقتلة يتربصون بهم وراء السواتر ويطلقون نيران حقدهم على القبضات التي تواجه قطعان مستوطنيه.

كانوا يتربصون  بهم ويوجهون فوهات بنادقهم إلى صدور شباب فلسطين ليرتقي في مليونية العودة في 8-6 – 2018شهيداً برصاص قناص أرعبته هتافات زياد الذي لم يكن يحمل إلا صوتاً وساعداً يشتد في المواجهة.

استقبلت عائلة الشهيد زياد نبأ استشهاد نجلها؛ الذي عز فراقه فهو الحنون والمحبوب والشهم وصاحب القلب الكبير كما وصفته.

تقول زوجته :”خرج كما كل مرة بعد أن قبّل بيسان التي تعلق بها، وخرج من المنزل على أمل العودة لتناول وجبة الإفطار برفقتنا، لكنه آثر أن يفطر في الجنة” وتضيف:” يخرج زياد في كل مرة إلى مسيرات العودة على حدود خانيونس وقد أصيب أكثر من مرة، ولا يزال يعاني من إصابته الأخيرة في قدمه التي كان يخفيها عني إلى أن ارتقى شهيداً”.

وصية الشهيد زياد أن يلفوه فقط بعلم فلسطين.

أما شقيقته تقول: “زياد كان يرعى ويتبنى طفلتي اليتيمة ويلبى جميع طلباتها، إلى درجة أني كنت اتصل عليه مع ساعات الفجر ليأخذ طفلتي إلى المشفى فيأتي دون تذمر أو تقاعس”. وعن اللحظات الأخيرة قبل استشهاده بيوم   تقول:

” تناولنا طعام الإفطار برفقته في منزل والدي” وتشير إلى أنها كتبت على صفحتها الشخصية في الفيس بوك بأن يحفظ لها أخوتها من كل شر، وفي ساعات الصباح وضع لها زياد إعجاباً عليه.

روح الشهيد البطل زياد ستبقى ترفرف في ساحات المواجهة- وسيبقى وجه طفلته بيسان حاضراً في عيون أخوته حتى تحرير كل ذرة تراب.

لينا عمر

زر الذهاب إلى الأعلى