الشهيد البطل خالد وليد تايه
بأجسادنا نواجه ارهابكم
كانت تجهز له أمه ثياب العرس كي تكحل جبال نابلس رؤية الفتى على خيل التحدي لأرض قاتلت الاحتلال ولم تخضع لإرهابه وغطرسته.
عرفته نابلس ابناً عاشقاً لترابها- عرفت الشهيد البطل خالد وليد تايه بقبضات التحدي ولم يكن يوماً إلا ثائراً في بيت علمه أن فلسطين لا تخضع للقسمة- كل فلسطين هي أرضنا التي تتشوق لعودة من هجروا منها.
بكلمات قليلة قال خالد لأمه” طالع يمه وراجع” ولم يعد إلا شهيداً ملفوفاً بعلم فلسطين…تقول والدته: “قال لي برن عليك…لكنه لم يتصل…جاءنا خبر استشهاده”.
يقول أحد جيرانه: “خالد كان من شباب فلسطين الذين يزينون الحي بابتسامتهم وروح مبادراته وحبه لفلسطين_ هو وشباب نابلس ايقونات نفتخر بها_ هم جيل الانتصار”.
حصل خالد على شهادة الثانوية بتفوق.. وأكمل دراسته الجامعية في كلة هشام حجاوي/لكنه التحق بالعمل في محل والده لبيع الأدوات الصحية والبناء.
22 عاماً حملها في طريق حياته القصير- وفي كل نجمة من أعوامه كانت تزرع أمه على نافذتها وردة كي تتفتح في أحلامه حكايات نابلس التي تئن من وجع احتلال يواصل التهويد والتشريد والقمع لشعب فلسطين.
مشاهد الاقتحامات المتكررة للبلدات الفلسطينية جعلت من شباب فلسطين متاريس نار في وجهها ويوم 6-2 -2018 كانت حكاية المواجهة لشباب تسلح بالإرادة ورباطة الجأش في وجه قوات الاحتلال قرب كلية الروضة في شارع عمان بنابلس وفتح جنود القتل نارهم على شباب اعزل ليصاب الشهيد خالد بطلقة استقرت في الصدر واستشهد بعد ساعة من اصابته.
يقول صديق الشهيد خالد… “خرجنا لنواجه بأجسادنا اقتحام البلدة وكانت حشود الجنود تتكاثر في ” طلعة الموتورات” وأمطرونا بالرصاص ليصاب خالد بطلقة في الصدر…هذا هو الاحتلال الصهيوني الذي يقتل ويدمر وهناك من يطبع معه من الأنظمة العربية”.
خالد الابن الأكبر لعائلته- ترك حزناً عميقاً في قلب والدته التي تمنت أن ترى أحفادها- لكن كيان القتل أراد أن يرهب أبناء فلسطين لأنهم يتشبثون بأرضهم وأحلامهم ولا ينكسرون أمام قوته.
هذه هي رسالة شباب نابلس وكل المدن الفلسطينية- أنهم سيواجهون الاحتلال- ولن ترهبهم آلات القتل وحرابه – وسيبقون على طريق الشهداء يحفظون وصاياهم وسينتصرون مهما تكاثر الأعداء.
لينا عمر