شهداء فلسطينعمليات جهاديةقصص الشهداء

الشهيد البطل حمزه الزماعره

هي الأر ض لنا وستهزمون

” الشهد في عنب الخليل وعيون ماء السلسبيل هي إرث جيل بعد جيل”.

لأنها إرث جيل بعد جيل قرر الشهيد البطل حمزة الزماعره أن يجسد حالة الاشتباك على أرضها  لجيل لم ينس ولم تكسره حواجز العدو وتمنعه كل أسلاكه الشائكة من أن يخترقها  بسكين هي كل ما يملكه ثأراً للشهداء لكل الشهداء- لأحمد نصر جرار الذي فجر طاقات الشباب الذي لن يكل من اجتراح سبل ليصل إلى من اغتصب الأرض وهجر الأهل وحرق الزرع واستولى على ذكريات لن تكون له. وكان الهدف مغتصبة “كرمي تسور” المقامة على أرض بلدته حلحول شمالي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة. واقتحم  البطل المستوطنة وفي عينيه كل الصور التي رافقته – صور بلدته التي لم تفارقه – صور الشهداء- صور بطولات المقاومة التي ظلت تؤجج نار الثورة في قلوب شباب لم ييأسوا بل أشعلوها  ثورة على كل ذرة من تراب فلسطين. كان يسير والقمر يحرس دربه ولم يخف للحظة ولم يتردد ولحظة أن وصل واشتبهوا به أفرغوا رصاصهم في جسده النحيل وارتقى شهيداً.

19 عاماً كانت أيام عمره التي أعدها للحظة المواجهة مع جيش القتلة ومستوطنيهم- هو ابن حلحول البطل حمزه الزماعره حصل على الشهادة الثانوية وبدأ بالعمل مع والده في الأرض التي انتمى اليها- انتمى إلى اخضرار زيتونها وعنبها  الصافي وقلبه يخفق لنصر سيخرج المحتل ذات يوم من أرض فلسطين .

تقول والدته:” حين كان طفلاً لا يتجاوز ال14عاما- كان عائداً من مدرسته بالتزامن مع اقتحام جنود الاحتلال للبلدة، فأصيب برصاصه بالقرب من العمود الفقري وتم اعتقاله لمدة سنة بدون أي ذنب. ذاق كل أنواع التعذيب وعمره لا يتجاوز ال 14 عاماً”. وتضيف قبل استشهاده بيوم  شعرت بعاطفة قوية جداً تجتاح ابني  فطلب من والده أن يسمح له بالنوم بجوارنا . ولم نكن  نعلم أن هذه الليلة ستكون وداعاً أخيراً. وتضيف  والدة الشهيد البطل حمزة الساعة 4 فجراً” استيقظ حمزه  كي يصلي قيام الليل، وبعدها خرج من الغرفة سألته إلى أين؟ قال أريد أن أتحضر لصلاة الفجر… بعد دقائق سمعنا صوت السيارة خرجت و والده وراءه وكان قد غادر”. ومن على شاشة التلفاز شاهدت أمه الخبر العاجل: “استشهاد الشاب حمزة الزماعرة برصاص قوات الاحتلال بعد تنفيذ عملية طعن في الخليل”.

يقول عمه: العائلة كلها ستفتقد حمزه الشاب الرائع- المرح- الذي أحب حلحول وعنبها. كانت تربطه علاقه وطيدة بأرضه وعنبها وأحب العمل فيها. حمزه كان مميزاً وشخصية جامعة كل أهل بلدتنا كانوا يحبونه.

ترك الشهيد البطل حمزه الذي استشهد في 7-2-2018  وصية يقول فيها: “صوب سلاحك نحو رؤوسنا فان اهتزت اقدامنا عارٌ علينا أن نكون رجالا”.

سيبقى اسم حمزه يتردد في كل قرية ومدينة فلسطينية- وستبقى حلحول وعنبها يذكرانه فالأرض لا تنسى أبناءها الذين ما نسوها يوماً.

لينا عمر

زر الذهاب إلى الأعلى