شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد البطل الطفل عبد الرؤوف صالحة

عهد الله ما نرحل

عبد الرؤوف صالحة….طفل  فلسطيني لم يتجاوز بعد 14 عاماً خرج مع جموع الفلسطينيين شرقي جباليا  ليهتف لفلسطين لأرضها لهوائها. ولم يكن عبد الرؤوف يعرف أن قناصاً صهيونياً ينتظره …ينتظر ابتسامة لن يعد يراها أصدقاء طفولته في مدرسته…سيفقدون عبد الى الأبد لكنه لن يغادر فلسطين التي أحبها كما رباه والديه.

في 11- 1 -2019 كانت اللحظات الأخيرة في حياة الطفل الفلسطيني عبد الذي استهدفه قناص صهيوني شرقي جباليا.

لم يفعل عبد الرؤوف شيئاً فقط أراد أن يعبر عن طفولة سلبت…طفولة حرمت من العيش بكرامة…عن طفولة  سرق وطنها من غاصب  يجثم على هضابه وجباله. خرج الطفل الشهيد مع أصدقائه الأطفال محملا بذاكرة الأهل أن فلسطين ستعود لنا.. خرج هاتفاً للعودة.

يقول أحد أصدقائه كنا نسير كما كل جمعة- لكن عبد الرؤوف كان طيلة الطريق يبتسم ويقول: الصهاينة جبناء- يخافون من الفلسطينيين فيطلقون علينا النار. ويتابع صديقه: كنت بالقرب منه عندما أطلقوا النار علينا بشكل واضح وكثيف. شاهدت عبد الرؤوف يسقط والابتسامة على شفتيه_ والله كان يبتسم. كأنه كان يعرف أنه سيستشهد.

استشهاد الطفل عبد الرؤوف صالحة وقع كالصاعقة على أسرته- لم تكن تتوقع أن طفلها سيغادرهم مع أحلامه التي لم تتحقق- أحلام الدراسة – أحلام أن يصبح شاباً يعيل أهله. ويقول شهود عيان لم يكن عبد في وضعية هجوم أو قرب الشيك – كان مع أصدقائه وجموع المتظاهرين.

ويضيف أحد جيران أسرة عبد الرؤوف وهو محمود يوسف حقوقي فلسطيني: إن استهداف الأطفال هو هدف مبرمج من قبل الاحتلال_ الذي يضرب بعرض الحائط بكل القوانين الإنسانية واتفاقية جنيف. ويهدف من وراء إجرامه إلى بث الرعب في صفوف الغاضبين.

شيع الطفل الشهيد في موكب مهيب في 14- 1- بعد أن فاضت روحه إلى بارئها متأثراً بجراحه…وهتف المشيعون في جباليا للمقاومة التي لن تهاب الإرهاب الصهيوني وسيواصل شعبنا مسيراته ومقاومته في وجه كيان الاغتصاب دفاعاً عن أرضه وحقوقه.

دماء الشهيد الطفل البطل عبد الرؤوف لن ينساها أبناء فلسطين…لن ينسى أصدقاؤه وهم يرددون أن عبد الرؤوف لم يغادرهم بل سيبقى معهم في أيامهم – وسيظل يُذكرهم أن فلسطين تناديهم ليعودا إليها مهما استكبر المغتصبون.

لينا عمر

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى