الشهيد البطل الصحفي ياسر مرتجى
حلقت في سماء الشهداء منتصراً
لم يكن الشهيد البطل الصحفي ياسر مرتجى ابن غزة المقاومة يحمل سلاحاً حين استهدفه جنود الاحتلال الصهيوني في مسيرة العودة التي أراد فيها توثيق بطولات شعبنا- وهو الشاب الطموح وصاحب الابتسامة التي لا تفارقه لإيمانه بالنصر-فعين كاميرته كانت سلاحاً يرعب المحتل الذي يرمي الى إخفاء جرائمه – ولم تحمه كلمة press فتاريخ همجية الاحتلال يقول كم من الصحفيين كانوا أهدافاً لطمس الحقائق.
هو الشهيد الصحفي الأول في مسيرة العودة- يفيض وطنية كي يعري القتلة وهو الذي تمنى أن يصور قطاع غزة من طائرة ليقول للعالم هذا هو القطاع الذي تحاصرونه يعج بالحياة والأحلام رغم حصاركم وقتلكم.
ولد الشهيد البطل ياسر مرتجى في 31 أكتوبر 1987 في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وهو متزوج ولديه طفل واحد يدعى “عبد الرحمن”. ويعتبر الشهيد البطل ياسر أحد مؤسسي شركة “عين ميديا” التي عمل فيها مصوراً، وكان من أبرز الصحفيين الذين كانوا يوثق ممارسات الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا.
في الجمعة الثانية لمسيرة العودة التي أطلق عليها تسمية جمعة “الكاوتشوك” خرج ياسر وكله حيوية وقوة الايمان والإرادة أنه سيوثق الممارسات الهمجية للاحتلال ويرسل ذلك لأحرار العالم – الذين ربطتهم به علاقات قوية لنهل الحقيقة من مصدرها- وكان يتواصل معهم عبر التوثيق بالصورة لنصرة عدالة قضية فلسطين.
قبل خروجه قالت له امه ” ترجع لنا بالسلامة يمّا، دير بالك على حالك” .بعد استشهاده قالت :نفتخر به ونفتخر بشهادته ودعت له بالرحمة.
شقيقته هدى قالت عن اللحظات الأخيرة ” خرج كعادته لينقل الاحداث، تناول افطاره مثل اي يوم، كان محبوبا، طيبا، خلوقا، فجأة استشهد ياسر ، رحل دون سابق انذار”.
وقالت المصادر الطبية الفلسطينية – أن الرصاصة التي اصابت ياسر كانت في البطن و سببت اختراق في الطحال والقولون والحالب والكبد. وأجرى له الأطباء عمليات إسعافيه فورية، لكن الأضرار التي تسبب بها الطلق الناري كبيرة، مما تسبب باستشهاده.
كان يحلم بالسفر ليعرض توثيقه في العالم لكن الحصار منعه من تحقيق حلمه- وظل على أمل أن يتهاوى الحصار الذي يخنق أهل غزة وشعبها.
صانع الحدث- ارتقى شهيداً يوم 6-4-2018 محمولا على الاكتاف ترفعه الاكف وكأنه يقول ها أنا أطوف كي أرى غزة من على الأكف صورة لوطن لن يستسلم.
سيبقى الشهيد البطل ياسر مرتجى يلاحق القتلة بما وثقه من صور لن تكون الا تاريخ ذاكرة تروي حكاية الانتصار.
لينا عمر