شهداء فلسطينعلى الطريققصص الشهداء

الشهيد البطل الاعلامي المثقف المقاوم باسل الأعرج

 

هزمتهم حياً وشهيداً.

لينا عمر

 

 

31 عاماً لم تكن مجرد زمن كي يكبر الشهيد باسل الأعرج ابن قرية الولجة قرب بيت لحم…31 عاماً كأنها أعطته ذاكرة كل فلسطيني يؤمن أن فلسطين لن تسقط في النسيان. وكبر الفتى ليصعد جبال حيفا ويرى صورة الهجرة الأولى والاغتصاب لأرض تقاوم. يرى جموع اللاجئين… يسمع صراخ الأطفال في ليل المجزرة.

كبر باسل الأعرج وفلسطين تؤثث في قلبه مكانها الأثير وبين يديه تراث وحضارة لشعب لم يهزمه كيان الاحتلال. درس الصيدلة في مصر وتفوق في دراسته…وتابع مسيرة الثقافة الوطنية المقاومة…ليبدع في تأريخها ويفضح الاحتلال وارهابه في مقالاته …مشتبكاً معهم في المظاهرات….ومتصدياً لهمجيتهم في كل مواجهة في القدس ورام الله والبيرة.

الشهيد  البطل المثقف – الاعلامي باسل الأعرج هو النموذج الحي  للمثقف الوطني المقاوم… كرس عمره القصير لمواجهة الرواية الصهيونية فكان في عين العاصفة لأجهزة أمنية تدعي أنها فلسطينية فتعرّض للاعتداء من قبلها  في الضفة الغربية خلال مشاركته في تظاهرات، ثم طاردته قوات الاحتلال لاعتقاله بعد أن أفرجت عنه الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، ليتوارى الشهيد باسل وعدد من رفاقه في نهاية آذار عام 2016.

بعد إطلاق سراحه من سجون سلطة رام الله لاحقته مخابرات الاحتلال الصهيوني, ولم يغب في كتاباته المحرضة على المقاومة…ظل على عهد المقاوم المثقف.

6- 3 – 2017 أجهزة المخابرات الصهيونية تتابع تحركه- وبتنسيق مع أجهزة التنسيق الأمني التي تدعي أنها فلسطينية- تم تحديد مكانه في رام الله. ولأن باسل الأعرج – لا يعرف الا درباً واحداً لفلسطين…لم يستسلم وقاومهم على مدار ساعتين- أفرغ كل رصاصه- وحيداً يقاتل – وحيداً إلا من إيمانه بالنصر- قاومهم كما تقاوم ساحات فلسطين_ قاومهم وكوفية التاريخ تحرض دمه على الانتصار. قاومهم فدائياً. إعلامياً…مثقفاً في لغة لا تعرف الانكسار.

يقول شقيق الشهيد:: “الحمد لله أن باسل استشهد كما اختار لنفسه وكما خطط طيلة حياته، استشهد مشتبكا ونداً ومقبلاً غير مدبر”.ويتابع: تمحورت أفكاره حول المقاومة وكنس الاحتلال، وكان يبحث عن الحرية وينشدها وله منشورات سياسية  كثيرة واضحة في هذا الشأن، وكل من تابع نشاطه عرف من هو باسل الأعرج حيث كان يعتبر أحد الباحثين في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

دمك يا باسل سيشعل أرض الرسالات…سيشعل الساحات…سيشعل سراج الحكايات…وعهداً أن تبقى صورة لكل شباب فلسطين الثائر…ستبقى صوتاً هادراً لا يكسره حديد الجلاد…ستبقى ابن الولجة وكل ذرة تراب تنادي إنا هنا باقون.

 

وصية الشهيد باسل الاعرج:

تحية العروبة والوطن والتحرير، أما بعد..

إن كنت تقرأ هذا فهذا يعني أنّي قد مت، وقد صعدت الروح إلى خالقها، وأدعو الله أن ألاقيه بقلبٍ سليم مقبل غير مدبر بإخلاص بلا ذرة رياء.

لكم من الصعب أن تكت وصيتك، ومنذ سنين انقضت وأنا أتأمل كل وصايا الشهداء التي كتبوها، لطالما حيرتني تلك الوصايا، مختصرة سرعية مختزلة فاقدة للبلاغة ولا تشفي غليلنا في البحث عن أسئلة الشهادة.

وأنا الآن أسير إلى حتفي راضياً مقتنعاً وجدت أجوبتي، يا ويلي ما أحمقني وهل هناك أبلغ وأفصح من فعل الشهيد وكان من المفروض أن أكتب هذا قبل شهور طويلة إلا أن ما أقعدني عن هذا هو أن هذا سؤالكم أنتم الأحياء فلماذا أجيب أنا عنكم فلتبحثوا أنتم أما نحن أهل القبور لا نبحث إلا عن رحمة الله.

 

زر الذهاب إلى الأعلى