الشهيد البطل أحمد يحيى ياغي
في مقدمة الصفوف اسما عالياً
على موعد في كل جمعة مع مسيرات العودة في غزة الثائرة …,كان الشهيد البطل أحمد يحيى ياغي
تراه في الصفوف الأولى وكأنه يتلهف للشهادة وهو يشاهد جموع المتظاهرين المنتفضة في وجه آلة القتل الصهيونية.
كل من عرفه عرف فيه الشجاعة والإرادة وقوة القلب …وهو الذي انتمى للمقاومة الفلسطينية دون ضوضاء واستعراض…,بل ظل ذلك في كتمان حتى على أسرته التي عرفت فيه ذاك المضحي لأجلها وهو يعمل في المقاولات وأكثر من خمس سنوات تحت أشعة الشمس كي تعيش أسرته بحالة ميسورة.
الشهيد البطل أحمد ياغي ابن ال25 عاما كان مثار فخر لأسرته التي تلقت نبأ استشهاده بعزة وشموخ أثناء مشاركته في جمعة الغضب يوم 4- 8 وقال والده:
” فخور بما قدمه لأجل الوطن، ولو أراد إخوته الستة السير على طريقه فلن أمنع أحدًا منهم”. ويتابع” العائلة كانت متوقعة تلقي نبأ استشهاد أحمد وقتله من قبل قناصة الاحتلال، لأنه يشارك في كل جمعة من مسيرات العودة ويتقدم الصفوف الأمامية للمتظاهرين وهي أكثر الصفوف عرضة لنيران الاحتلال”.
كان أحمد محبوباً في عائلته وقريب من والدته واخوته ووالده …ودائما كانت والدته تجلس معه ويتحدثان مطولاً …,ولم تكن تعرف أن آخر جلسة بينهما كانت تحمل وصايا الشهيد البطل التي تحدث فيها بعاطفة جياشة عن حبه لأسرته وشعبه.
لم تكن تعرف أن قناصاً ينتظره شرقي قطاع غزة ليفرغ حقده في صدر شاب خرج ليطالب بحقه وعودة شعب فلسطين إلى أرضه التاريخية.
يقول أحد أصدقائه:” كان أحمد اسما معروفا في شجاعته… فقد شارك في نقل المصابين والشهداء،وكان يحفزهم على المشاركة والتقدم إلى السياج الفاصل …في كل مرة كنت أحدث نفسي الله يعلم يرجع أو لا، كنت أودعه بنظراتي دون أن يعلم”.
يقول شقيقه منتصر: ” أحمد كان قدوة لي، وفيّ لأصدقائه، أصيب قبل عام خلال مشاركته في المسيرات الشعبية في قدمه برصاصة صهيونية، ونظراً لشدة صلابتها أخذ صورة سلفي وهو ممدد على سرير المشفى، ورغم ذلك عاد للمشاركة في المسيرات”. ويتابع :”لا أنسى السنوات الخمس التي قضاها أحمد عاملًا في البناء…كنا نراه يعمل تحت أشعة الشمس، ويعود للمنزل في ساعات الليل ونرى أثر التعب على وجهه ويديه وجسده المتعب .. باختصار كان حلمه أن يعيش حياة كريمة”.
شيعه أهالي حي الشيخ رضوان في غزة بعرس كبير شاركت فيه حشود كبيرة…هتفت للمقاومة واستمرارها…شيعوه وهم على ثقة أن دماؤه ستبقى منارات مضيئة لجيل لن يستسلم وسيبقى مقاوماً لتحرير فلسطين كل فلسطين.
لينا عمر