الشهيد البطل أحمد نصر الجرار
دمك سيزهر انتفاضات
ظلت صورة والده الشهيد نصر الجرار تسجلُ في ذاكرته معنى قيم البطولة – لأجل نصر يقتلع كوابيس الاحتلال في أرض عربية- عربية .
أحمد نصر الجرار شهيد الصمود الأسطوري وبطل مقاومة لا تنكسر- اسمك أصبح كابوساً يؤرق قادة الاحتلال- أنت الشهيد المطارد في زمن لن يكون إلا هزيمة للاحتلال مهما تكاثر الأعداء وباعوا فلسطين وشعبها.
ولد الشهيد البطل أحمد نصر الجرار في واد برقين غرب جنين شمال الضفّة الغربيّة عام 1994.وحصل على شهادة جامعيّة في إدارة المستشفيات من الجامعة العربيّة الأمريكيّة في جنين، كما عمل بالتجارة.
كان يكبر وفلسطين الجريحة بين أضلاعه تكبر- ولم ينس صورة والده القيادي نصر الجرار الذي استشهد في 2002 مقاوماً ولم يستسلم – وورث قيم الشهادة التي لم تفارقه وهو ينتظر لحظة المواجهة. وكانت عملية نابلس شمال الضفّة الغربيّة في شهر كانون الثاني2018 والتي قتل فيها مستوطن صهيوني أولى ليالي الرعب-وظل أحمد يحاصرهم في مستوطناتهم وقطعهم العسكرية.
استنفروا كل أجهزة مخابراتهم للبحث عنه – فتشوا البيوت- زرعوا أجهزة التنصت ولم يعثروا عليه. أسابيع مضت على اختفائه وفشلت أجهزة الاستخبارات العسكرية في الوصول اليه. وفي بحثهم واستنفارهم تمكنوا من معرفة مكانه – وكان أحمد في انتظارهم ولم يستسلم وتحولت بلدة اليامون – قضاء جنين إلى ساحة حرب حقيقة حتى شهادة البطل أحمد نصر الجرار في 6- شباط 2018.تروي والدة الشهيد البطل أحمد “لم أعرف عن أحمد سوى كونه ساعياً بين عمله الحالي والبحث عن عمل يتلاءم ومجال تخصصه. تصرف بشكل اعتيادي جدا ًولم أشعر يوما أن له أي نشاط”. ” لم أكن على علم بأن أبني أحمد مطلوب للاحتلال إلا في اليوم الذي حوصر بيتنا فيه في 18 كانون الثاني، فلم نكن على علم أو معرفة بأي نشاط له”. في ذلك اليوم حوصر بيتنا وبدأ إطلاق النار بصورة عشوائية، وبعد فترة سُمح لي ولمن في البيت بالخروج ليتم نسف البيت المكون من طابقين”.
وتقول مصادر متابعة لعملية ملاحقة الشهيد أحمد أن العملية العسكرية استمرت طوال ساعات الليل في بلدة السيلة الحارثية التي كانت محور المداهمات، حيث حوصرت بعشرات الآليات وأغلقت مداخلها في حين لم تفارق الطائرات “الزنانة” سماء المنطقة وعلى علو شديد الانخفاض. وأضافت أن أصوات انفجارات وإطلاق نار متقطع سمع طوال ساعات الليل في السيلة الحارثية وفي منطقة الوديان بين اليامون والسيلة الحارثية، أعقبه اقتحام آخر لبلدة اليامون ومحاصرة بناية المواطن نبيل أبو سيفين، حيث هدمت جرافات الاحتلال سوراً وغرفاً بمحيط البناية. وعقب وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان،على استشهاد أحمد الجرار بالقول: “أغلقنا الحساب مع أحمد جرار وسرعان ما سنصل إلى قاتل “بن غال”.
لكن الشهيد البطل أحمد نصر الجرار قال لهم إن شعبنا سيبقى يواجهكم في كل مكان- وحسابكم لن يغلق مادام هناك مستوطن واحد على أرضنا…وسيبقى دم البطل أحمد يشعل انتفاضات لن تتوقف.
لينا عمر