الشهيد البطل أحمد غزال
فلسطين تقاوم وستنتصر
ورود عمره ال 17 وزعها على البيوت لتظل ذكراه عابقة في نابلس – نابلس الثائرة .
لم يكن الشهيد البطل أحمد غزال يفكر في لحظة الشهادة إلا بوطن حر كما حلم به وهو يرى بأم عينه همجية المغتصب وحواجزه وقمعه ومستوطنات القتل.
لم تكن لحظة الشهادة إلا شريطاً صغيراً لوردات عمره التي نثرها في نابلس محمولاً على الاكتاف بعد احتجاز جسده الطاهر لمدة 3 أسابيع.
مطلع نيسان وعلى مقربة من يوم الأسير الفلسطيني قد يكون أحمد غزال الفتى الذي عرفه أهل بلدته بالمبتسم والهادئ أجاب على هدوئه الصارخ بمواجهة فردية مع قطعان المستوطنين والجنود المدججين بالسلاح – أن قاوم اغتصابهم بسكين صغيرة يوم عز السلاح. قد يكون رأى في همجيتهم صورة دير ياسين وقانا وبحر البقر.
تقول والدته: “كعادته كل صباح قبّل يدي وطلب مني أن أرضى عليه وانطلق إلى عمله في تمام الساعة الثامنة والنصف وهو يعمل كمساعد في مختبر طبيب أسنان. مرت ساعتان على خروج أحمد ويفترض أن يكون بمكان عمله كالعادة”.
اتصل أحمد بمديره في المختبر وأخبره أن سيأتي وهو في القدس لقضاء عمل ضروري. وبدوره أخبر المدير أهله. أحمد ابن رأس العين التقط لنفسه صورة في القدس وكانت الصورة الأخيرة لفتى غير مسار حياته بأن واجه القتلة بسكين صغيرة_ واجه جنوده الذين أطلقوا النار على جسده بوابل من الطلقات.
يتحدث جيران أحمد واصدقائه عن أخلاقه وطيبته, واحترامه للكبير والصغير.
في نابلس كانت الجنازة المهيبة للفتى الذي طعن ثلاثة جنود صهاينة_ والحناجر تهتف لفلسطين وابنها الذي قدم روحه ليبقى صوت شعبه هادراً. وهذا ما قاله رفاق أحمد بأنه منحهم روحاً وطنية وعزيمة لمواصلة دربه في مواجهة الاحتلال.
الشهيد البطل أحمد غزال ابن نابلس- رأس العين يؤكد في استشهاده على أن هذا الجيل الفلسطيني- لم يفقد الارادة ولم تلن عزيمته_ بل أعاد الصراع إلى أولوياته- صراع وجود مع محتل يهدف إلى شطب الفلسطيني وحقه في أرضه التاريخية.
سيبقى دم الشهيد وأخوته منارات على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين_ في صراع مفتوح سقطت فيه مقولات القادة الصهاينة “الكبار يموتون والصغار ينسون”.
أحمد باستشهاده اليوم يؤكد أن الصغار كبروا وأصبحوا رجالاً في مواجهة كيان الاحتلال.
لينا عمر