الشهيد الأسير خالد الشيخ علي
الشهيد خالد الشيخ علي
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد خالد كامل الشيخ علي في بلدة (رفح) الفقيرة 1962/10/29والتي احتلت أجمل الذكريات.
نشأ شهيدنا في أسرة متدينة مع خمسة إخوة من الذكور وثلاث من الإناث في بيت متواضع..
مع أبويه اللذين صنعا بيتاً جميلاً كل من فيه متمسك بتعاليم الإسلام، وبفضل هذه التربية الحسنة
نشأ بطلنا وهو يحمل السمات الجميلة في الإسلام فاهتم في مجال التعليم حتى حصل على ليسانس
لغة إنجليزية حيث كان من الممتازين في اللغة الإنجليزية.. تزوج شهيدنا وأنجب طفلة جميلة أسماها
فاطمة والتي حرمت من حنانه اللحظي قبل ثلاثة أيام فقط من اعتقاله ومن ثم استشهاده. عاش مع
والديه اللذين هاجرا من عسقلان إلى مدينة رفح ومن ثم إلى غزة، كما اهتم بالرياضة فكان يواظب
على “جري الماراثون” كل يوم تقريباً حتى إنه اشترك في مسابقة محلية وذلك قبل الانتفاضة بوقت قصير.
صفاته
منذ الصغر كان خالد روح العطاء اللامحدود رغم أنه ليس الأكبر في إخوته إلا أنه كان حريصاً على توفير
كل ما يحتاجه أبواه وإخوته.وكذلك أطفال الحي الذين لم يتأخر عنهم خالد في تعليمهم اللغة الإنجليزية وبالمجان..
كان خالد يواظب على الصلاة في المسجد القريب من بيته.. وعُرف بطيبته اللامتناهية فكان حنوناً جداً على
أطفال المخيم وخاصة أشبال المسجد فحرص على نسج علاقة طيبة للغاية مع الجيران الذين أحبوه حيث
امتاز بالتواضع التام.. فلم يفتعل أي مشكلة مع أي شخص.
انتماؤه ومشواره الجهادي
في السنوات الأولى لبداية الرحلة التحق الشهيد بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وذلك
أثناء دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية في غزة، حيث كان نشطاً للغاية في المجال السياسي
والإعلامي، إلا أنه وفي نفس الوقت حافظ على سرية تامة في العمل لغاية أنها كانت تسكن خاطره،
وكان ذلك قبل بدء الانتفاضة المباركة.
ومع بدئها كون خالد النواة الأولى من الجيل الشاب في منطقته فكانت مجموعة رائعة منه ومن أصدقائه
الذين دأبوا على نشر اسم الجهاد الإسلامي في كل مكان.
فاهتم في توعية الأشبال في المسجد وتعليمهم شتى المواد وكما تقول والدته: فقد كان كل يوم يذهب
إلى المسجد ومعه أوراق ويرجع ومعه أوراق نقشت بعرقه الممزوج بالمسك والياسمين.
وبعدها بوقت قصير التحق شهيدنا بمجموعة سرية تابعة للجهاد الإسلامي كانت تنوي القيام بعمليات الشهيد خالد.
وتقول والدة الشهيد: كنا يوماً جالسين أمام جهاز التلفاز وإذا بخالد يطير فرحاً عند سماعه نشرة الأخبار،
حيث تساءلت عن سبب فرحته المتميزة.. فقال لقد قتل جنديان اليوم.. أفرحي يا أمي.
اعتقاله
بعد العملية الرائعة التي نفذها المجاهدون الأبطال في الشيخ عجلين ثارت شكوك رجال المخابرات بالشهيد
خالد والذي اتسم كما قلنا بالنشاط والحذر الذي يرافق العمل السري فما كان من المخابرات إلا أن اقتحمت
المنزل في صبيحة يوم الثلاثاء من شهر ديسمبر بعد أن قامت قوات من الجيش بتطويق المنزل من جميع الجهات.
تساءل والده عن سبب الاقتحام فأجابه رجل المخابرات إننا نريد خالد الذي يلعب بالسلاح!.
وأخذوا خالد خلق المنزل وانهالوا عليه بالضرب المبرح ليخبرهم عن مكان السلاح واستمر ذلك ـ كما يقول
والداه ـ لمدة تفوق الساعة.
ولكن لم يحصلوا على أي اعتراف فذهبوا به هو وشقيقه ناصر الذي سجن هو الآخر وما زال حتى هذه
اللحظة يلتحف جو النقب الرهيب.
وفي صبيحة اليوم الثاني اقتحم الجنود الصهاينة منزل البطل خالد وتصحبه الجرافات وكذلك خالد.
وأخذوا بقلع الأشجار من رمان وزيتون ونخيل.. أشجار أحبها الله وذكرها في كتاب الكريم لتكون آية تذكرنا أن
كل شيء جميل لا يعرفه هذا الغريب الذي يحتكم بمنطق أعوج.
وحتى البيت أقدموا على هدمه إلا أن صمود والديه ورفضهم التام الخروج من المنزل حال دون هدمه.
يقول والده: لقد قلنا لهم إننا لن نخرج من هنا وإذا أردتم فاقتلونا. ورغم ذلك دارت الجرافات حول المنزل
حتى ظهر أساس البيت، وكل ذلك بحثاً عن السلاح.. وفي التفتيش عثر الجنود على برميل مغمور في
الأرض وبداخله بدل وزي للغوص تحت الماء وكذلك زي للثام.. فصرخ رجال المخابرات في وجه خالد إننا
لا نريد هذا.. أين السلاح؟ فلم يجدوا من يجيبهم.
يوم الاستشهاد
في12/12 وبعد ثلاثة أيام ذهب شهيدنا إلى النهايات الوردية وسافر على حيث الطهارة والإيمان..
ذهب بعد أن طبع لغة العشاق على كل مكان في زنزانته.
فقد جاء خبر استشهاده بعد أن ضرب رجال المخابرات تليفون لبيت الشهيد وقالوا لوالديه إن الشهيد
توفي جراء نوبة قلبية.. تقول والدته لم أصدم على الإطلاق لأنهم مجرمون ولأنني متوقعة أكثر من ذلك..
وأخذت بشتم رجل المخابرات وقلت له إنكم قتلتموه بأيديكم القذرة.
لم يصدق والده هذا الخبر ولكن بعد أربعة عشر يوماً سلم الجيش الصهيوني جثة الشهيد الخالد إلى
أهله بعد أن أصر رجال المخابرات أنه توفي نتيجة نوبة قلبية.
ولكن أهله أحضروا طبيباً من الولايات المتحدة الأمريكية لكي يفحص الجثة.. فأثبت التشريح أنه قتل من
جراء لكمات حادة في معدته وقلبه حيث وجد الدكتور كميات تفوق الـ”4 كيلو” من الدم محجوزة داخل محيط القلب.
ويؤكد بعض أصدقائه وأبناء حية أنه تعرض للضرب الشديد والمستمر حتى إنهم كانوا يتناوبون ضربه من
إلى إحدى الغرف ومن ثم يذهب.. فشعرت أن خالد جرى له شيء
ويؤكد والده أن خبر استشهاده كان فازعاً وحزنت كثيراً وخاصة بعد أن أصر الصهاينة أنه مات لوحده ولكن
مع إثبات شهادة الوفاة تريثت قليلاً واحتسبت أمري إلى الله..
ويضيف لقد كانت المخابرات مصرة على أن خالد هو منفذ عملية الشيخ عجلين والتي قتل من جرائها
جنديان صهيونيان.