شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد الأسير / عبد الفتاح يوسف محمد رداد

إلى الذين امتطوا صهوة زماننا الزائف ليصنعوا للأمة أمجاداً لا تغيب… إلى الذين حطموا القيود والسدود واقتحموا ليلنا الحالك ليمضوا نحو ضياء الصباح… إلى من ارتدوا عباءة المجد الخالد وتركونا في عالم الوهم والزيف سلام الله عليكم ..

ميلاد شهيدنا المجاهد

ولد شهيدنا عبد الفتاح يوسف محمد رداد في صيدا بطولكرم في العام 1980 ونما وترعرع في كنف عائلة كريمة عُرف عنها دماثة الخلق والتدين, فشبّ شهيدنا على تلك الأرض الخصبة التي يصطفي منها الله الشهداء ويجتبيهم, محباً للوطن ولا يقبل بالمهادنة والخنوع وكان يملك ذلك القلب الجسور المعطاء الذي لا يخشي في الله لومة لائم مما أكسبه حب واحترام كل من عرفه وخالطه ولتشعر من أول لقاء معه أنك تعرفه منذ أمد بعيد.

درس الشهيد عبد الفتاح في قرية صيدا المرحلتين الابتدائية والإعدادية ومن ثم حصل على الشهادة الثانوية (فرع علمي) من قرية عتيل المجاورة وبمعدل عال أهلّه للالتحاق في جامعة 6 أكتوبر المصرية في القاهرة وذلك في أواخر العام ألفين

مشواره الجهادي

التحق بعدها شهيدنا بجامعة القدس المفتوحة بطولكرم متخصصاً في أنظمة الحاسوب وكان ذلك في العام 2002 حيث الانتفاضة في أوّج عطاءها, فاختار شهيدنا طريقه ليضع هو ورفيق دربه الأسير القائد ضياء الدين أبو علبة  وبعد اعتقال الأخ المجاهد ضياء الدين أبو علبة قام شهيدنا بالحلول مكانه كمنسق عام للجماعة الإسلامية ليقودها وسط عواصف الاعتقالات والتصفيات إلى بر الأمان وإنجازات كثيرة على مستوى الجامعة لتتحول بعدها الجماعة الإسلامية إلى قوة لا يستهان بها داخل الجامعة.

 

الشهادة

وعلى الجهة المقابلة كان شهيدنا الفارس/ عبد الفتاح ذلك الجندي المجهول في سرايا القدس الذي لا يكل ولا يمل من مقارعة العدو في عرين الجهاد والاستشهاد (صيدا) وشق طريقه رغم صغر سنه وأهلّته صلابته وقوة شكيمته ليحتل تلك المكانة الخاصة في قلب رفيق دربه الشهيد القائد/ شفيق عبد الغني ويكون من أبرز مساعديه في تلك الفترة ويشقا طريقهما سوياً ومعاً نحو الشهادة في معركة الكرامة على أرض صيدا ويلتحق شهيدنا البطل بركب الشهداء  يشار إلى أن قوات الاحتلال اجتاحت بلدة صيدا في 5/5/2005 ، وقامت باعتقال المواطن رداد بعد إصابته، نتيجة للإهمال الطبي المتعمد الذي تمارسه سلطات الاحتلال الصهيوني بحق الأسرى والمعتقلين تم استشهاده .. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سلمت إلى الجهات المسؤولة في السلطة الوطنية جثمان الشهيد عند الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر يوم استشهاده ، بعد تأخير ساعتين عن الموعد المتفق عليه، حيث كان في استقباله على حاجز الكفريات اللواء عز الدين الشريف، ومن ثم نقل بواسطة سيارة إسعاف وموكب إلى مستشفى د. الشهيد ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، حيث أجريت له هناك الفحوصات لتحديد سبب الوفاة.

 

لا يوجد ظلم ولا طغيان كالذي يفعله “الكيان الصهيوني” أن تعتقل الشهداء بعد استشهادهم، فقد ضرب الاحتلال رقماً قياسياً وتفوقاً عالياً في الظلم والإجرام لم تحققه قوة ظالمة من قبل.. شهداء ضحوا بأرواحهم في سبيل حرية وطنهم وشعبهم..

 

زر الذهاب إلى الأعلى