شهداء فلسطين

الشهيد الأسير الفلسطيني عرفات جرادات

الشهيد الأسير الفلسطيني عرفات جرادات (30 عاماً)  من قرية سعير بالقرب من مدينة الخليل،

والموقوف في سجن مجدو منذ ثلاثة أشهر، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء.

بكاء.. وعويل.. ودموع لا تكف من عيون والدة الأسير الشهيد عرفات جردات، وزوجته دلال عيايدة،

وإخوانه الثمانية، وجيرانه وجموع المعزين اللذين فجعوا بخبر ارتقائه شهيدا داخل سجن مجدو الاحتلالي

زوجة الشهيد دلال (25 عاما)، التي تحتضن في أحشائها جنينها ذو الأربعة أشهر وهي تبكي وتقول:

‘كان يتلمس حركات طفلنا الجنين بكل حب وحنان، وكأنه يعرف أنه لن يراه.

متمنيا أن يرى ابنه النور على هذه الدنيا في ظل أوضاع يعمها السلام والأمان’.

وعن يوم اعتقاله في 17-2-2013، تقول زوجة الشهيد دلال : ‘ شعرنا بحركة قرب البيت ونظرنا من النافذة ورأينا قوة

كبيرة من جيش الاحتلال تحيط بالمنزل، سرعان ما قاموا بضرب الباب بقوة.. ودخل عدد كبير من جنود

الاحتلال الى داخل البيت لاعتقاله، وسحبوه الى خارج المنزل، في ظل تعالي صرخات طفليه يارا ابنة

4 سنوات ومحمد سنتين، اللذين شاهدا عملية اعتقاله’.

وتابعت الزوجة المفجوعة بخبر استشهاد زوجها، ‘قال له جنود الاحتلال ودع أطفالك وزوجتك بسرعة!!!

فاحتضن ابنته يارا، وابنه محمد، وأوصاني عليهم، ديري بالك على الأولاد..’ تضيف والدموع تملأ

وجهها: لم أتوقع أن تكون آخر لحظات تجمعنا بعرفات، ليتهم حكموه ادارياً أو لسنوات طويلة…

استغرق غيابه أسبوع فقط، وكنا نتلمس على طوال هذه الايام خبرا عنه من خلال نادي الأسير والصليب

الاحمر لنستقر على خبر مكوثه في أي من المعتقلات، حتى تفاجأنا بنبأ استشهاده في سجن مجدو’.

وتؤكد زوجة الشهيد عرفات أن زوجها لم يكن يعاني من أي أمراض أو مشاكل صحية، مفندة بذلك

ادعاءات الاحتلال بإصابته بنوبة قلبية، ومؤكدة أنه قضى شهيدا نتيجة للتعذيب، وأنها جريمة قتل،

مطالبة بإحالة القضية الى محكمة الجنايات الدولية، لمعاقبة الاحتلال على جرائمه ضد الأسرى.

 

 والدة الأسير الشهيد عرفات

بدت متماسكة وقوية رغم جلل مصابها، وقالت: ‘الحمد الله أنه قد  قضى شهيدا، وأن نجلها بطل

.وأسد مقدام لا ينكسر، وأنه قد تم تصفيته داخل غرف التحقيق لصلابته’.

وتضيف الوالدة: اسميته عرفات تيمناً بالقائد الشهيد ياسر عرفات، وأنه فعلاً كان يتسم بصفات القائد،

ناشطاً وطنياً لا يتأخر عن نصرة أي قضية من القضايا الوطنية.

وشككت والدة الاسير بالإجراءات المتبعة في التبليغ عن الاعتقال؛ اذ أن نجلها تم اعتقاله منذ 6 أيام

ولم تستطع العائلة معرفة مكان اعتقاله أو أي تفاصيل عن مكان احتجازه أو وضعه، إلا أن الخبر الذي

حصلنا عليه بعد هذه الأيام هو نبأ ارتقاء عرفات شهيدا.

وتذكر أم الشهيد عرفات، أن أبنها وبعد وضعه في سيارة الاعتقال العسكرية، تم الاعتداء عليه بالضرب

وسمعت الأم والأهل الموجودين صراخ عرفات، مشيرة إلى أن هذا يدل على نوايا الاحتلال المبيتة

بالاعتداء عليه دون رحمة، حتى أثناء نقله الى غرف الاحتجاز والتحقيق.

وتؤكد أم الشهيد عرفات أن ما جرى لابنها هو جريمة اغتيال مبيتة، مناشدة المؤسسات الدولية

والحقوقية بكشف سبب استشهاد نجلها، وفضح جرائم الاحتلال ضد الأسرى والقيام بمحاكمة

كل المسؤولين عن هذه الجرائم.

 والد الشهيد جردات

من هول الصدمة، رفض تقبل خبر استشهاد نجله في بداية الأمر، لأن  عرفات الغائب عن أحضان

والده منذ ستة أيام غادر وهو بكامل صحته، وكان الوالد يتحسس خبر عن معرفة مكان تواجد ابنه

الأسير إلا أن الخبر المباغت نبأ استشهاده.

وطالب الوالد بإجراء تشريح لجثمان الشهيد عرفات، بحضور مدير المركز الوطني الفلسطيني للطب

الشرعي، الدكتور صابر العالول، ومجموعة من الاطباء الفلسطينين، للوقوف عن كثب على أسباب

استشهاد ابنه الأسير.

ارتقا الأسير عرفات جرادات شهيدا في أقبية التحقيق، فيما لا يزال مئات الأسرى يعانون تارة جراء التعذيب

والتحقيق، وأخرى جراء الإهمال الطبي، في ظل وضع صحي خطير، ولكن السؤال الذي يبقى

مطروحا أين المجتمع الدولي من كل ما يحصل؟ وإلى متى سيبقى يتعامل مع دولة الاحتلال لدولة فوق القانون؟.

زر الذهاب إلى الأعلى