الشهيد اسحاق علي شملخ
كانت دوماً أرض فلسطين المقدسة الأكثر احتضاناً لأجساد الشهداء فطالما رويت أرضها بدمائهم الزكية وملائكة السماء استقبلت أرواحهم الطاهرة.
الميلاد والنشأة
أبصر نوره في السادس عشر من أكتوبر لعام 1986م، حيث ولد هناك في حي الشيخ عجلين البطل عاصم إسحاق علي شملخ، لأسرة فلسطينية ارتدت كساء الإسلام فحرصت على تربيته التربية الإيمانية السليمة وعلى حب الله تعالى والسير على هدي السنة النبوية الشريفة. حافظ على الصلوات الخمس جماعة في المسجد ويعقبها بتلاوة القرآن الكريم وحفظه، إذ التزم في مركز تحفيظ المسجد وكان حقا ممن تعلقت قلوبهم بالمساجد، ولذلك وصفه إخوانه في المسجد بأنه زهرةٌ فواحةٌ وقمرٌ منيرٌ بينهم في المسجد.
تميزت علاقة الشهيد بوالديه بالبر والعطاء، حيث كان بارا رحيما بهما يحبهما حبا جما، خاصة والدته التي حرص بشدّة على رضاها وإسعادها، فلم يكن رحمه الله ليتحمل رؤيتها عابسة أو متعبة فكثيرا ما يقوم بمساعدتها في أعمال البيت وإبعادها عما يزعجها. أما علاقته مع إخوانه وأخواته فلم تكن بالبعيدة عن علاقته بوالديه، حيث سيطر الحب والاحترام على تلك العلاقة، إضافةً لروح الفكاهة التي تميز بها مع أهل بيته جميعا حتى أنه في بعض الأوقات حينما يغضب من أحدهم؛ سرعان ما يبادر هو بمصالحته، أما عند حديثنا في تعامله مع أقربائه وجيرانه فلم يختلف عما سبق، فكان لا يُثقل على أحدهم ولم يقصر في أي شيء يطلب منه فعُرف رحمه الله بأنه صاحب نخوة وعزة وكرامة. عصام ومشواره الجهادي حب الجهاد رافق شهيدنا عصام منذ صغره فكان كثير الإلحاح على إخوانه، طالباً منهم الالتحاق بصفوف القسام حتى وافق إخوانه على طلبه وأصبح أحد جنود كتائب القسام في العام 2006م، ولخشوعه وسكونه وهدوئه رحمه الله امتلك قلوب كل من عرفه، في حين وصفه إخوانه في الكتائب بأنه رجل المهمات الصعبة لا يعرف للملل والكسل والخمول طريق.
التحق عصام بعدة دورات عسكرية داخل صفوف الكتائب من أبرزها دورة في تخصص مضادات الدروع ودورة في تخصص القنص، ويذكر أن شهيدنا حرص أشد الحرص على ليلة الرباط، وكثيراً ما يطلب من مسئوله بأن يجعله دائما على الثغور المتقدمة، كما شارك شهيدنا في حفر الأنفاق لتنفيذ عمليات جهادية ضد العدو الصهيوني.
رحلة الخلود 2009-1-11م، ومعركة الفرقان تدخل يومها الرابع عشر وأبناء القسام لم يتوانوا لحظة عن الجود بأرواحهم فداء لمشروع الإسلام العظيم، تقدم شهيدنا البطل عصام صفوف إخوانه المجاهدين، ليقوم بواجبه بصدّ العدو ومنعه من التقدم نحو أرضه في منطقة الشيخ عجلين بكل بسالة، ولم تقدر دبابات “الميركافا” على إبعاده عن خط الدفاع والمواجهة فيستنجد جنود العدو بطائراته الحاقدة فما يكون منها إلا أن تصب فسفورها وصواريخها على الشهيد عصام ورفيقه عبد الله عرفات شملخ لتتزين لهما الحور العين وتنعم أرواحهما بجنان النعيم.