شهداء فلسطين

الشهيد إبراهيم خليل الشنتف

الشهيد إبراهيم خليل الشنتف

ولادة البطل

وُلِدَ الشهيد ابراهيم  في مدينة غزة، وذلك في الخامس والعشرين من شهر يونيو لعام

1998م، لعائلة فلسطينية مؤمنة مجاهدة. شب إبراهيم منذ طفولته وفق تربية خاصة،

فكان السبَّاق إلى مساعدة والديه وأهل بيته في كل ما يطلبونه منه، يسهر على راحتهم

ويلبى كل ما يطلبونه منه في أسرع وقت دون تأفف أو ضجر أو كلل أو ملل مستشعراً قول

تعالى “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالولدين إحسانا”. ليس صعباً على من كان حبيب الوالدين،

حاصلاً على رضاهم أن يكون محبوباً بين إخوانه، صديقا لقلوبهم معشوقاً لديهم.

كان إبراهيم يشارك الجميع في كل المناسبات، وكان أيضا يتقصى أحوال الجيران يزورهم ويسأل

عن أخبارهم ويساعدهم ما استطاع، وكان أكثر ما يميزه هو نهيه عن المنكر وأمره بالمعروف،

يحث الناس على فعل الخير والطاعات.

تعليمه ….

درس شهيدُنا المجاهد الابتدائية في مدارس وكالة الغوث، وبعد أن أنهى شهيدنا المرحلة

الابتدائية بنجاحٍ، ليلتحق بعدها بالمرحلة الإعدادية، ومن ثم الثانوية، واستمرَّ في مسيرته

التعليمة حتى مرحلة التوجيهي.

وخلال هذه الفترة التعليمية الطويلة التي قضاها شهيدنا، امتاز شهيدنا –رحمه الله-بالعديد

من الصفات والأخلاق التي جعلت منه محبوباً من قبل جميع أصدقائه وكذلك أيضاً مدرسيه،

لما كان عليه–رحمه الله-من حسن أدب وعلو أخلاق وطيبة قلب ونقاء نفس.

تربى إبراهيم  رحمه الله على موائد القرآن، والتزم في مسجد “أمان” في حي الشيخ رضوان،

حصل على العديد من الدورات التربوية والجهادية والدعوية والثقافية.

وبدأت رحلة العلاقات الأخوية المميزة والمتينة ما بين إبراهيم وإخوانه في المسجد، أحبهم

وأحبوه، وجالسهم وجالسوه، فتعلقوا بالحديث معه، لما لمسوا فيه ووجدوا عنده من صدق

الكلام وعذب المقال وطيب القلب ونقاء الروح، فكان –رحمه الله- روح المسجد وحمامته التي

ترفرف في كل مكان تداعب هذا وتحنو على ذاك.

كان له دور اجتماعي فعال ومميز في المسجد، فكان يزور الأسر الفقيرة والمحتاجة، وكان

مميزاً بعلاقته الاجتماعية القوية مع أهالي الحي، يختزن في قلبه الصغير مشاعر جمة من

حب الخير والعطاء ومساعدة الآخرين قدر المستطاع.

كما شارك الشهيد ساري في جميع نشاطات الحركة من مسيرات ومهرجانات ولقاءات وندوات،

باراً بذلك بعهده لبيعته.

في صفوف القسام

لقد أحب الشهيد الجهاد في سبيل الله، بل وعشقه، فكان منذ صغره يحلم بأن يكبر ويحمل

السلاح يوما لمقارعة جنود الاحتلال. فألح إبراهيم على إخوانه من أجل الانضمام

إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، وكان له ما أراد، ففي عام 2017م كانت الانطلاقة

الحقيقية لعمل الشهيد ضمن صفوف الكتائب.

ومنذ التحاقه في صفوف القسام كان ملتزما، موجود حاضراً ساحات الجهاد والمقاومة، لا يخاف

ولا يهاب الموت، ولم يدخر جهداً في العمل والجهاد. كان متعاوناً مع رفاقه في القسام، مثالاً

للأدب وحسن المعاملة مع إخوانه، كثير النصح والإرشاد للخير، دائماً يرفع من معنوياتهم،

ويحث إخوانه على الصبر والثبات، كما عرف عنه بين رفاقه شجاعته وجرأته وإقدامه في

أصعب الظروف. بجانب رباطه في سبيل الله، عمل إبراهيم في وحدة الأنفاق القسامية،

فكان يغيب عن الشمس لوقتٍ طويل، من أجل يحفر ممراتٍ نحو العزة والكرامة، ويدك

المجاهدون حصون الأعداء. حرص رحمه الله على السمع والطاعة لأمرائه، وعلى التسابق

إلى الجهاد والإعداد في سبيل الله، حيث كان من الجنود المميزين والمتفانين في سبيل الله،

وكان شهيدنا يسعى دائما لنيل الشهادة في سبيل الله.

نال ما تمنى

هناك أرض المعركة التي يختبر فيها معادن الرجال، وينكشف فيها الباسل والهمام مما عداه،

هناك حيث يجب أن يكون وكيفما يجب أن يكون، فكان الدعاء بأن يرزقه الله الشهادة حاضراً

دائماً على لسانه، وكأنه على يقين أنَّ المرء إذا “صدق الله” سيصدقه الله.

فبعد رحلة جهادية طويلة صعدت روحه الطَاهرة إِلى رَبها شاهدةً عَلى ثَباته وصبره واحتِسابه،

فما وهن ولا استكان، ولم يعرف للراحة طعم، ليلحق على عجل مبتسماً مرحاً سعيداً

بركب الشهداء. كان إبراهيم على موعد الفراق لهذه الدنيا الزائلة والانتقال لجنة الخلود

والبقاء شهيداً –بإذن الله تعالى- يوم الخميس الموافق 30/01/2020م جراء حادث عرضي

أثناء عمله في أحد أنفاق المقاومة.

زر الذهاب إلى الأعلى