الشهيد إبراهيم خليل إبراهيم الديراوي
ميلاد الشهيد
ولد إبراهيم الديراوي، في شهر ديسمبر لعام 1987م، عاش طفولته في بيت العائلة، وأمام أعين والديه، وجده وجدته، اللذين تركوا “بئر السبع” قسرا، بفعل النكبة الفلسطينية، ليقطنوا مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع.
نشأ طفلنا، إبراهيم، في عائلة بسيطة، طيبة، عرف عنها حسن الخلق، وحب العمل، وصعد أعوامه الدنيوية عاما تلو آخر، حتى أن وصل لمرحلته الدراسية الابتدائية التي تلقاها في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أونروا، وكذلك مرحلته الإعدادية، ثم دراسته الثانوية العامة في مدرسة خالد بن الوليد الحكومية.
مسيرته التعليمية
تفوق طالبنا، خلال مراحله الدراسية، والتحق بالجامعة الإسلامية، تخصص الدراسات الإسلامية، وتخرج منه بدرجة البكالوريس عام 2011م.
وبالعودة للحياة الجامعية، فقد عاني المولود البكر لعائلته، في إتمام مرحلته الجامعية، التي جاهد وكافح لأجل إتمامها، عبر اللجوء للعمل والتجارة الحرة، فقد عمل سائقا علي إحدى المركبات، ومدربا في صالة رياضية، وبائعا في إحدى المحلات.
وبالرغم من تلك الظروف المعيشية الصعبة التي عاشتها العائلة، المجاهدة، إلا أن نجلها إبراهيم، والمكني بـ “أبو عدي”، مارس دور الأخ الكبير، لإخوانه، العطوف والحنون، والبار بوالديه، ومحبا لجميع أقربائه وجيرانه.
حياته الاجتماعية
نجح “أبو عدي” بتشكيل شبكة علاقات إجتماعية واسعة، من الأصدقاء والجيران، وشاب مسجد الصحابي أبو عبيدة، وعرف عنه بصاحب “الفكاهة والدعابة”، وخفيف الأثر.
ويذكر ذوه، أنه كثير المساعدة لمن عرفه ولمن لا يعرفه، وأثناء عمله سائقا لإحدى المركبات: “كان يقوم بتوصيل المسنين، مجانا، وكان يقول لهم” الإيجار أن تدعو لي بالخير والرزق”.
حياته التنظيمية
التحق طالبنا المتفوق، في صفوف حركة المقاومة الإسلامية، حماس، عام 2003م، وكان أحد نشطاء الذراع الطلابي للحركة، الكتلة الإسلامية، التي عمل خلالها ناشط دعويا، ثم ناشطا في صفوف جهاز العمل الجماهيري.
وبعد أعوام عديدة، التحق الشاب الملتزم، وخادم مسجد “أبو عبيدة”، في صفوف كتائب القسام، وكان ذلك، عام 2007م، تم تخصص في سلاح المدفعية، وقام خلال عمله بـ”
– المشاركة في عدة دورات عسكرية ومتخصصة في سلاح المدفعية.
– المشاركة في الرباط، وحفر الأنفاق والكمائن العسكرية.
– قصف مواقع العدو وآلياته العسكرية بالصواريخ المختلة، وقذائف الهاون.
– شارك في قصف مواقع العدو خلال ثلاثة حروب علي قطاع غزة (حرب الفرقان، حرب حجارة السجيل- حرب العصف المأكول).
الشهادة
وأثناء معركة العصف المأكول (العدوان على قطاع غزة، صيف 2014م)، أوكلت قيادة القسام، مهمة نقل عتاد عسكري، لمجاهدنا إبراهيم الديراوي، والشهيد المجاهد علاء مطر، وذلك يوم 29 رمضان المبارك.
وحسب عائلته، فإن نجلها البكر، تناول السحور في المنزل، ثم ذهب لصلاة الفجر، وعاد لمنزله، لأخذ قسط من الراحة، ثم تركه في ساعات الصباح الأولي، بعد اتصال عسكري.
ولم يتوانى، حبيب القلوب، والمجاهد الصنديد، في التأخير عن مهمته الجهادية وهي “نقل قذائف هاون لاحدي المدافع الأرضية”، تمهيدا لقصف الاحتلال الصهيوني وآلياته العسكرية المتوغلة داخل قطاع غزة .. وبعد أن نجح في مهمته، اغتالته طائرة صهيونية “بدون طيار”، ليرحل إلي ربه صائما.
ومع تناول تمرات الإفطار حين حلول آذان المغرب في مسجد أبو عبيدة، فقد المصلين خادم المسجد إبراهيم الديراوي، والذي كان يجمع “نواة التمر” من المصلين، ليفتقده المصلين بالبكاء والدعاء له بالرحمة.