شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد أنور محمود حمران مهندس الاستشهاديين

ولد الشهيد بتاريخ (21/7/1972 م)، في بلدة عرابة قضاء جنين.نشأ في أسرة محافظة بسيطة مكونة من ثلاث أخوات وأخ واحد كان هو أكبرهم.. التحق بمدارس البلدة وعندما اندلعت الانتفاضة الأولى كان عمر الشهيد لا يتجاوز الخامسة عشرة فكان من الرعيل الأول الذين قامت بدايات حركة الجهاد الإسلامي في منطقة جنين، فمنذ الطفولة عرف الإيمان قلبه، نشأ و ترعرع في المسجد الشمالي في بلدته عرابة.. عرفته جدران المسجد. أتم الشهيد دراسته الثانوية وتوجه إلى الأردن ليلتحق بكلية الصيدلة و لم يتم دراسته هناك حيث أبعده النظام الأردني قبل تقديم الامتحانات الأخيرة للحصول على شهادة التخصص “مساعد صيدلة”.

مشواره الجهادي 

وفي طريق العودة كان اول اعتقال له لدى قوات الاحتلال الصهيوني على الجسر وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف وكان الشهيد، واعتقل بعدها مرتين ليكمل ست سنوات في سجون الاحتلال. وعند خروجه من السجن عام (1996 م) عمل مراسلا لجريدة الاستقلال التي تصدرها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلا أن تجربة الاعتقال لم تتوقف إلى هنا، ولكن فيما بعد كانت من نوع آخر فقد اعتقل لدى أجهزة السلطة الفلسطينية لفترة أكثر من عامين متنقلا بين سجون جنين وأريحا ونابلس حيث غدا مطلوبا لأجهزة الأمن بعد عملية محني يهودا عام (1998م) وأصبح اسمه يتردد على قائمة المطلوبين.

بدء اسمه يتردد في أعقاب عملية القدس الاستشهادية بتاريخ (7/11/1998 م) اتهمته أجهزة الأمن الصهيونية بأنه هو من يقف وراء التخطيط لها تم اعتقال الشهيد أنور من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية في سجن الجنيد ـ نابلس في أعقابها.

وقبل استشهاده بشهرين أفرجت السلطة عن الشهيد ليعود إلى الالتحاق بجامعة القدس المفتوحة في نابلس و قام بافتتاح مكتبه الصغير أمام مبنى الجامعة لبيع القرطاسية وتصوير الوثائق. أنور متزوج من ابنة عمه وله ثلاث أبناء صابرين والتي تبلغ ألان 15 عاما، ، و صهيب 13 سنوات، وهمام 12 سنوات، لا زالوا الى الآن يتذكرون أحاديث أبيهم الشهيد البطل عن الأرض والجهاد فكان يقول دائما ” علموا أولادكم حب التراب.. فإن حب التراب من حب الوطن”.و

وصى في وصيته الأخيرة :”دماء الشهيد تناديكم.. الثبات الثبات.. الجهاد الجهاد.. المقاومة المقاومة. “. من الحوادث التي لا يزال يتذكرها والده يوم استشهاده ذهبت والدته و زوجته و شقيقاته لوداعه وكان في ثلاجة المستشفى في رفيديا، وبعد عناقه أصاب دمه ملابس زوجته وأمه وعند خروجهما من المستشفى فاحت رائحة المسك من دمه بشكل قوي جداً”. ما قاله أيضا صفات الشهيد:” أنا لا اعتبره قد مات فهو عند ربه خير و أبقى أنا اعتبره لا يزال يعيش معنا، فقد كان أنور هادئا ومتزنا كان عقله اكبر من عمره -الله يرضى عليه- منذ الصغر كان متمسك بدينه يصليـ كتوم ومهما يحدث معه لا يتكلم عن شئ” وتعتبر جريمة اغتيال الشهيد أنور حمران العملية الإرهابية الأولى في انتفاضة الأقصى المباركة…

ففي (11/12/2000) قامت قوات الاحتلال المتمركزة على جبل عيبال في نابلس بمراقبة الشهيد بالتعاون مع عملائها، وبما أن الشهيد كان يعمل فيمكتبته الخاصة الواقعة أمام جامعة القدس المفتوحة في حي الروضة في نابلس فقد استغلوا وصوله صباحاً إلى مكتبته وقامت قوات الاحتلال بإطلاق سيل من الرصاص لمدة دقيقتين حيث أصابت الشهيد بأكثر من تسعة عشر رصاصة من نوع 800 من النقطة العسكرية المتموضعة على جبل جرزيم أمام مكتبته الواقعة أمام جامعة القدس المفتوحة في المدينة شهيد أحب الله فأحبه.. اختار الشهادة بصدق فاختاره الله إليه شهيداً

زر الذهاب إلى الأعلى