الشهيد أسعد عبد الرحمن دقة
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد القائد أسعد دقة في مدينة عمان بتاريخ (20/11/1971م)، لأسرة فلسطينية ،ربته منذ
الصغر على الصدق والشجاعة والالتزام بالمسجد والصلاة، فلم يكن يغيب عن المسجد لارتباطه الشديد والتزامه
، نشأ أبو الركاب في ظل ظروف اقتصادية صعبة جعلته يتحمل المسؤولية منذ الصغر، أنهى الشهيد دراسته
الأساسية والثانوية في مدارس بلدته عتيل حيث عرف عنه الذكاء والفطنة، بل كان من الطلبة المتميزين
حيث كان من المتفوقين بالثانوية العامة مما أ هّله أن يلتحق بجامعة بيرزيت تخصص الهندسة الكهربائية،
لكنه لم يستطع إكمال دراسته الجامعية بسبب تعرضه للمطاردة والاعتقال بسبب نشاطه البارز في صفوف
حركة الجهاد الإسلامي.
صفاته
كان الشهيد القائد اسعد دقة مشهوداً بالصدق والإخلاص والتقى والورع ، ماكان يميز الشهيد أسعد
صمته الذي كان يخفي وراءه بركاناً ثائراً من الجهاد والمقاومة، لم يكن يتكلم إلا بما هو هام وضروري،
إن من يعرفه أو عايشه يدرك أن اسعد لم يكن على صفات عادية إنما كان مميزاً بكل صفاته وأخلاقه،
كان يحب الأطفال الصغار حباً جما، حتى أن من يعرفه وكان يخالطه عندما كان مطارداً يعرف انه
كان لا يترك صغيراً إلا ويداعبه ويمسح على رأسه، كان فارساً مجاهداً صلباً عنيداً لا يخشى في
الله لومة لائم، كان شامخاً كالجبال ، ليّن الجانب كالغصن الطري، لم يكن يوماً متشائماً بل كان على الدوام
يدعو الله أن يرزقه ما يطلب.
مشواره الجهادي
لُقب الشهيد أسعد بالقائد بحكم مشواره الجهادي الممتد على أكثر من 12عاماً قضاها في الدعوة لله
ومن أجل رفع راية الإسلام ونشر فكر حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فمع حصول الشهيد على
شهادة التوجيهي أخذ يدرس الهندسة في جامعة بيرزيت وهناك لم يكن الشهيد مجرد عنصر يتلقى
الأوامر ويلقي السمع فقط بل كان يحاور ويناقش بكل شيء لا يقتنع به،ولا يكتفي دائماً بأن يكون مجرد
ناقلٍ بل كان يسعى لأن يطرح آرائه التي صنعت منه قائداً عظيماً،ومع ممارسة الشهيد لعمله النقابي
الطلابي في إطار الجماعة الإسلامية في جامعة بيرزيت،تفتحت عيون الأعداء عليه وقاموا باعتقاله لفترة
بسيطة، ولم يتمكنوا من انتزاع اعتراف منه لأنه كان صلباً لا ينكسر، وبعد خروج الشهيد من السجن
وعودته لممارسة نشاطه الطلابي،وعندما كان طلاب جامعة بيرزيت في مظاهرة، وكان الشهيد اسعد
الدقة ممن قادوا هذه المظاهرةحيث كان كالأسد في أول الصفوف،أصيب برصاص المحتل إصابات قاتلة،
حتى أشيع انه استشهد،وأخذت الجامعة طلاباً وإدارة يتوجهون للمستشفى للإطلاع على وضع الشهيد
اسعد دقة، وبعد نقله للمستشفى ادخل إلى العناية المكثفة بعد إجراء العديد من العمليات الجراحية،
وبعد فترة قليلة استعاد الشهيد عافيته، وخرج من المستشفى واستعاد نشاطه الجهادي، واستمر الاحتلال
في ملاحقة الشهيد حتى تم اعتقاله، إن الشهيد اسعد الدقة اعتقل لدى العدو الصهيوني أكثر من
خمس مرات وعند السلطة الفلسطينية 6 مرات، حيث تعرض للتعذيب الشديد في أريحا وجنيد وبيتونيا
حيث عانى الشهيد كما عند الاحتلال من التعذيب الكثير إلا أن هذا كله لم ينل من عزيمته ولم تجعله
يتزحزح قيد أنملة عن موقفه الرافض حتى للحديثمع جلاديه، ومع بداية انتفاضة الأقصى المباركة كان
الشهيد يقبع في سجون السلطة للعام الثاني على التوالي في ظل اعتقاله السادس عند السلطة
هو ووالدته الصابرة المجاهدة التي تم اعتقالها أيضا هي وأخوه المجاهد محمد،ومع خروجه من السجن
بعد ذلك بدأ الشهيد القائد مع إخوانه الشهداء إياد الحردان وأنور حمران وخالد زكارنة ومحمد بشارات
بتأسيس سرايا القدس
دوره في الضفة
يُذكرأن بعد ذلك كان القائد دوراً بارزاً في قيادة السرايا في شمال الضفة الغربية حيث بدأ بتشكيل
المجموعات والسرايا العسكرية واخذ يدرب إخوانه على السلاح وإعداد العبوات الناسفة والسيارات
والأحزمة حتىأصبح على رأس قائمة المطلوبين لقوات الاحتلال، فحاولت قوات الاحتلال اغتياله في
عام 2001 في مخيم طولكرم ، كان له حضور متميز من خلال الاشتباكات المسلحة وزرع العبوات
وإرسال السيارات المفخخة، وفي نفس السياق أرسل ألاستشهادي عبد الفتاح راشد، وكان يقف
وراء قتل عدد كبير من الجنود فيالاشتباكات وزرع العبوات، ومن آخر عملياته البطولية عملية معسكر
بثان غربي طولكرم، حيث تسلل إلى داخل المعسكر وقتل جنديين وأصاب آخرين حسب إعلام العدو،
وهذه العملية التي جعلت الاحتلال يكثف الحملة للنيل من الشهيد القائد اسعد دقة.
الشهادة
بعد أحداث 11 أيلول 2001 وحيث كان العالم كله موجهاً أنظاره ومسامعه إلى أمريكا كان الجيش
الصهيوني يقتحم بلدة عرابة في جنين التي أحبها الشهيد القائد وعمل مع الكثير من المجاهدين
فيها إياد الحردان وأنور الحمران، كان الشهيد موجوداً هو و المجاهدين في منزل الشهيد
المجاهد سفيان العارضة وعندما احكم الجيش الصهيوني إغلاق المنطقة ومحاصرة المنزل اخذ
ينادي على الشهداء القادة اسعد دقة ووائل عساف وسفيان العارضة بالخروج والاستسلام، إلا
أن لغة الشهداء كانت مع العدو فقط الرصاص والقنابل وخاضوا معركة الفصل مع عدوهم لعدة ساعات
حيث شاركت طائرات الأباتشي والدبابات في قصف المنزل الذي قاد من خلاله الشهيد القائد أسعد
الدقة معركة بطولية وملحمة للأجيال.
و غضون ذلك وبعد ساعات عدة من الاشتباك المتواصل صمت الرصاص فجأة علا التكبير أرض عرابة الفداء،
واعتلت أرواح الشهداء فوق عرابة لتعانق ارض الوطن ولتصطف نجوماً في سماء الوطن تنير الطريق للجيل القادم.
أبا الركاب وداعاً لروحك الطاهرة التي تلهمنا الإصرار لمواصلة الجهاد على دربك وإخوانك الشهداء وائل
عساف وسفيان عارضة والشهيدة الزهرة بلقيس عارضة. هنيئاً لك الجنة التي كنت دائماً تسعى لها.
إقرأ المزيد:الاحتلال يصعّد من استهداف أسرى سابقين أمضوا سنوات في السجون