شهداء فلسطين

الشهيد أسامة زياد زقوت

الميلاد والنشأة.

ولد شهيدنا المجاهد أسامة زياد زقوت (أبو المحتسب) في 1 مايو (أيار) 1988م في مخيم جباليا
للاجئين الفلسطينيين، نشأ في أسرة محافظة الإسلام العظيم كساؤها، والثورة على كافة أشكال
الظلم والاضطهاد عنوانها كيف لا وهي التي هٌجّرت من مدينة “عسقلان” على يد عصابات القتل
والتشريد الصهيونية ليستقر بها المقام في ذاك المخيم الفقير والمنكوب، وهو ما شكل بالنسبة له بذرة الثورة الأولى على الظلم والظالمين ليكون كما سنرى لاحقًا مثالاً للمسلم الثائر. تلقى شهيدنا المجاهد أسامة تعليمه الأساسي في مدارس وكالة الغوث شمال قطاع غزة، والثانوي بمدرسة الشقيري قبل أن يلتحق بجامعة الأقصى ليدرس “التربية الرياضية” وقد تميز خلال فترات دراسته بالجد والمثابرة وحب العلم.

صفاته وأخلاقه.

شكل الجو الأسري والتربوي العام الذي نشأ وترعرع في كنفه الشهيد المجاهد أسامة الصفات
والملامحالعامة لشخصية شهيدنا الاستشهادي، فكان ملتزمًا متدينًا منذ نعومة أظافره، حييًا، خلوقًا،
محبًا للآخرين، متفانيًا في خدمتهم، مؤثرًا على نفسه.
عرف شهيدنا المجاهد أسامة معنى قول الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام:” طوبى لمن يألفون ويؤلفون”
وهو ما تمثل في علاقاته مع الآخرين حيث أحاط نفسه بثلة من الشباب المسلم الملتزم ليكونوا له عونًا على
الخير كما هو لهم، هذا عوضًا عن علاقاته الأسرية المتميزة، فهو بار بوالديه، واصل لرحمه.
تلك الصفات التي اكتسبها من أسرته المحافظة والملتزمة لا بد لها من صقل وتنمية، فجاء المسجد
بمثابة التربة الخصبة لنماء بذور الخير والعطاء في نفسه.

مشواره الجهادي.

عَرف الشهيد المجاهد أسامة طريقه إلى المساجد منذ نعومة أظافره لتكون أولى خطواته على طريق
ذات الشوكة متدرجًا في سلم العمل الحركي الجهادي بعد أن اقتنع بفكر حركة الجهاد الإسلامي
وأطروحاتها السياسية والفكرية حيث ابتدأ ذلك المشوار المبارك وأبلى فيه بلاءً حسنًا قبل أن ينتقل إلى
العمل في اللجنة الرياضية التي تولى مسئوليتها.
وقد تميز شهيدنا بجسم رياضي قوي ما دفعه لدراسة “التربية الرياضية” في جامعة الأقصى، وأشرف أبو
المحتسب على العديد من الدورات الرياضية، وإلى جانب ترؤسه لعمل اللجنة الرياضية عمل أيضًا مسئولاً
للجنة الدعوية في منطقة سكناه (منطقة العلمي)، وأشرف على تحفيظ القرآن الكريم لعدة مجموعات من الأشبال.

حب الجهاد والبحث عن الشهادة

دفعا شهيدنا المجاهد أسامة إلى البحث بكل جد واجتهاد عن أقرب الطرق إلى الله وهو الاستشهاد في
سبيله، لذلك ألحّ على إخوانه في سرايا القدس ليكون جنديًا في صفوفهم.
يُذكر أن شهيدنا الفارس أبا المحتسب خاض العديد من الدورات العسكرية تعلم خلالها على جميع فنون
القتال بالإضافة إلى عمليات إطلاق الصواريخ وزرع العبوات الناسفة خلال الاجتياحات الصهيونية لمنطقة
شمال غزة، كما يعتبر عضوًا في “وحدة الاستشهاديين” التابعة لسرايا القدس إلى جانب كونه المصور
الميداني لعمليات سرايا القدس في شمال القطاع خاصة عمليات إطلاق الصورايخ التي شارك أيضًا في إطلاقها.
كما شارك الشهيد المقدام أبو المحتسب في عملية فدائية شرق مخيم جباليا بالاشتراك مع لجان المقاومة
الشعبية، وقد استشهد أحد مجاهدي اللجان وهو الشهيد المجاهد عبد المعطي العر فيما تمكن شهيدنا
المجاهد أسامة من الانسحاب من المكان.

موعد مع الشهادة..

10 أكتوبر (تشرين الأول) 2006م موعد شهيدنا الفارس أسامة مع الشهادة التي طالما انتظرها، فكان موقع
كيسوفيم الواقع شرق خط الحدود هدفًا لسرايا القدس التي أطلقت العنان لمجاهديها في وحدة الرصد
لمتابعة تلك المغتصبة الجاثمة على أرضنا، وحينما حانت الفرصة أوعزت سرايا القدس لشهيدنا المجاهد
أسامة ليجهز نفسه استشهاديًا في سبيل الله، ثم جاءت لحظة التنفيذ، فأوصلته مجموعة من مجاهدي
سرايا القدس إلى مكان قريب من المغتصبة متزنرًا بحزام ناسف قابضًا على سلاحه الرشاش إلا أن رصاصات
صهيونية غادرة عاجلته أدت إلى استشهاده على الفور مقبلاً غير مدبر كما أراد وتمنى.
زر الذهاب إلى الأعلى