الشهيد أسامة ربحي أبو خليل “قائد سرايا القدس في عتيل”
ولد الشهيد أسامة في الكويت 19/10/1987م و هو الأخ الوحيد لثلاث بنات وعاش في الكويت مع أسرته حتى عام 1991م بعدها انتقل إلى الأردن بعد حرب الخليج ثم عاد إلى فلسطين عام 1992 إلى بلدته عتيل وهي إحدى قرى محافظة طولكرم .
درس في مدارس مدينة طولكرم حتى الصف السادس ثم عاد إلى عتيل وأكمل تعليمه حتى الصف العاشر وهي السنة التي استشهد فيها .. وقد شارك أسامة بالعديد من النشاطات المدرسية في الإذاعة المدرسية وفي لجان المكتبة ولجان المجلات المدرسية ، ففي عام 2001 حصل الشهيد هو ومجموعته على شهادة أفضل مجلة مدرسية .
تحلّى أسامة بذكاء حاد منذ طفولته ، كان دائماً مبتسماً ، كان مرح وذو نفس طيبة ، عفيف النفس يترفع عن الأمور العادية ، نشيط و كثير الحركة ،كان الشهيد يمضي إجازاته الصيفية في طولكرم ويستغلها بالعمل في محل ألعاب لأنه كان يحب الاعتماد على النفس ، وكان يؤمّن مصاريفه لقدوم العام الجديد .كانت أخواته يعتمدن عليه اعتماداً كبيراً لما يتمتع به من حسن التصرّف فهو من يقضي حاجات أخواته .
تأثر أسامة باستشهاد القائد أسعد دقة وأصبح تفكيره فقط في كيفية الوصول إلى مستواه فدخل بعدها بأسبوع في الجماعة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي .
لكن الشهيد كان طموحاً يطمح للوصول إلى الجناح العسكري ، بالرغم من صغر سنه ، وقد كان دائم الصلاة بالمسجد ، حتى أنه كان يؤذّن في بعض الأحيان في مسجد (أبو بكر الصديق) المسجد القديم في عتيل .
بعد ذلك انضم الشهيد في صفوف إخوته في سرايا القدس وقد قام بعدة إعمال عسكرية منها نصب كمينٍ لدبابة كانت تمر بالشارع الرئيسي لقرية عتيل جرح فيها عدداً من الجنود الصهاينة ، وقد اشترك في إحدى الليالي في اشتباكٍ مسلح في عتيل كان قاصداً فيه قتل قائد المنطقة الصهيوني المسمى”جيفع” .
بقي مستمراً في نضاله العسكري حتى يوم الجمعة الموافق 28/2/2003م حيث اقتحمت القوات الصهيونية منزل والده في عتيل بحثاً عنه إلا أنه لم يكن موجوداً ، بل كان نائماً عند أحد رفاقه بالرغم من أنه لم يكن معتاداً على ذلك ، إلا أنه شعر في تلك الليلة أن شيئاً سيحصل ، وقد دخلت القوات الصهيونية المنزل الساعة الرابعة وخمس وعشرين دقيقة ، وقد كانوا يقولون في مكبرات الصوت (كنك رجل أخرج) فاستيقظ والده وأخواته فسألوهم عن أسامة ومكان وجوده فأجابوهم إننا لا نعلم وقاموا بتفتيش المنزل ولم يجدوا إلا صوراً له وهو يحمل السلاح من نوع “أم 16” كان قد تصوّر بها وهو في المنزل وقد قاموا باعتقال والده واقتادوه إلى طولكرم ليروا إذا ما كان نائماً في بيت جدته إلا أنهم لم يجدوه فتركوا والده في طولكرم بعد أن اعتدوا عليه بالضرب ورموه في الشارع .
أعطت قوات الاحتلال الصهيوني مهلة للشهيد لغاية 2/3/2003م ليسلّم نفسه لكنه رفض وبقي نشاطه مستمراً حتى وهو مطارد لغاية صباح يوم الجمعة الموافق 14/3/2003م .كان الشهيد أسامة ورفيق دربه الشهيد إبراهيم منيزل مرابطين على بوابة أحدى المشافي لحماية أخوانهم من الشباب المصابين “المطاردين” الذين أصيبوا في إحدى الاشتباكات المسلحة، تغيرت فترة الرباط والحراسة في السادسة صباحاً، ذهب الشهيدين إلى مكان السكن ليأخذوا قسطاً من الراحة وبعد ربع ساعة من وصولهم لمكان السكن إذ بقوات الجيش تحاصر المنطقة وخاصة العمارة التي بها السكن، قامت الطائرات الحربية بقصف الطوابق العليا من المبنى المكون من أربع طوابق، إلا أن عناية الله حفظت الشباب من القصف لأنهم كانوا يحتمون في الطابق الأول من العمارة، بدأ الجيش بإدخال المشاة إلى العمارة فواجههم المجاهدين بوابل من الرصاص والقنابل ودارت اشتباكات عنيفة بين المجاهدين وقوات الجيش الخاصة المقتحمة لمكان السكن، تمكن الجيش من الدخول إلى الغرفة المتحصن بداخلها أسامة ورفاقه ليتم إعدام جميع من كان بداخلها من المجاهدين، حيث استشهد كلاً من أسامة أبو خليل والشهيد إبراهيم منيزل، والشهيد، وافق إغبارية من جنين والشهيد ربيع الفار والشهيد يوسف مشارقة الذي ينتمي لحركة فتح.