الشهيد أحمد ياسين غيظان.. منفذ عملية “كدوميم”
“هادئ وكلامه قليل ويستحي”، بهذه الكلمات استهلت خضرة غيظان والدة الشهيد أحمد ياسين غيظان وصفها لنجلها
الشهيد.
وتقول والدة الشهيد من قرية قبيا غرب رام الله عن نجلها: إنه كان خدوماً لإخوته ويعيش لغيره، ويحترم ويتواضع لكل
من يعرفه، ودائم المحافظة على صلاته وصيامه.
وكان أحمد غيظان نفذ عملية إطلاق نار في مستوطنة “كدوميم”، والتي قتل بها جندي “إسرائيلي” قبل أيام.
وتستغرب والدة الشهيد في حديثها من قيام نجلها بتنفيذ عملية فدائية بهذه الطريقة، بقولها: “صُدمت عندما سمعت
عن استشهاده وقلت في نفسي إن بهذه الشخصية الهادئة لا يمكن له القيام بعمل كهذا، ولم أصدق إلا حينما اقتحم
الاحتلال منزلنا”.
كما تضيف: “إحنا شعب يقتل منّا الاحتلال يومياً ولازم يكون في رد عليهم، وابني انتقم لشهداء جنين“.
تحدٍ للاحتلال:
وتتطرق السيدة غيظان إلى اقتحام الاحتلال لمنزلها في القرية، قائلةً: “دمروا كل شيء لحظة وصولهم، وهددني ضابط
المخابرات بالاعتقال، فقلت له إن ابني شهيد ولا يهمني أن أكون أسيرة”.
بالإضافة لذلك تكمل: “قال لي الضابط لماذا أقدم أحمد على عمليته، ولماذا لم تزوجيه، واليوم تفقديه، فأجبته أن عندي
غيره ستة أولاد وكلهم سينجبون أحمد ياسين”.
هذا وتلفت إلى أن الضابط بدأ بالحديث عن طريقة قتلهم لأحمد وكيف أطلقوا عليه النار، فقاطعته بنبرة عالية: “حكيك
هذا بديش اسمعه وابني شهيد”.
وتبين السيدة غيظان أنه وبعد جولة من التحدي معه، بدؤوا يظهرون أحقادهم في أركان المنزل ويحطمون كل شيء
أمامهم، وجعلوا أثاثه ركاماً بطريقة انتقامية.
بدوره، يقول هلال غيظان والد الشهيد لوكالة “صفا”: إن أحمد ومنذ نعومة أظفاره تربى على الصدق والإخلاص، وكان
الحياء والهدوء صفتان تلازمه.
كما يوضح أن أحمد كان أكثر ما يحبه هو اسمه، نظراً لتسميته بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين.
ويرى غيظان أن ما أقدم عليه نجله هو فعل طبيعي، ورداً على ما يقوم به الاحتلال من مجازر في جنين، وتدمير للمنازل
وقتل الأطفال.
بالإضافة لذلك يؤكد أن كل ما يقوم به الاحتلال من إجراءات ضد العائلة والاعتقالات والتهديد بهدم المنزل، لا تؤثر على
معنويات ونفسيات أفراد عائلته، وأن الاحتلال وإن طال فإنه إلى زوال.
عن العملية:
وكان استشهد أحمد ياسين غيظان الخميس الماضي 6 تموز/ يوليو 2023م، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار في مغتصبة
“كدوميم” قرب قلقيلية، وأسفرت عن مقتل جندي وجرح آخر.