الشهيد أحمد نصر جرار “المطارد الشبح”
الشهيد أحمد نصر جرار “المطارد الشبح”
توافق اليوم الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد المجاهد أحمد نصر جرار، بعد نحو شهر من المطاردة
من قوات الاحتلال عقب تنفيذه عمليةً فدائيةً قتل خلالها المستوطن والحاخام الإسرائيلي (أزرائيل شيفح)
بالقرب من بؤرة (حفات جلعاد) غرب نابلس، في 8 كانون الثاني 2018.
وبعد 29 يوماً، قضاها الشهيد جرار مطارداً متخفياً عن الاحتلال، وفجر يوم 6 شباط 2018، اشتبك الشهيد
أحمد نصر جرار مع قوة كبيرةٍ من جيش الاحتلال في بلدة اليامون، شمال غرب جنين، وبعد عدة ساعات
من الاشتباك، ارتقى أحمد جرار شهيداً.
سيرة شهيد ابن شهيد
ولد أحمد نصر جرار عام 1994، في بلدة واد برقين غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية ، وتلقى فيها
تعليمه المدرسي، حصل الشهيد أحمد على شهادة جامعية في إدارة المستشفيات، من الجامعة
الأمريكية في جنين، وهو نجل الشهيد القائد في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نصر جرار،
قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام في معركة مخيم جنين، في نيسان 2002، الذي استشهد
عام 2002 بعد مطاردات مكثفة ومحاولات فاشلة لاغتياله، استمرت لمدة 4 شهور، ليلقى الله شهيداً في 14 آب.
السرية والكتمان
بعد استشهاد والده، أمضى الشهيد أحمد نصر جرار حياته عاملاً في التجارة، ولم يعرف عنه أيّ
نشاط سوى عمله التجاري قبل العملية التي قام بتنفيذها وبعد تنفيذ عمليته البطولية، عاد جرار
إلى مزاولة عمله بشكلٍ طبيعي، محافظاً على هدوء أعصابه وكتمانه، إلى أن قامت وحدات من
قوات الاحتلال الإسرائيلي بمحاصرة واقتحام منزله في 18 كانون الثاني 2018، لتبدأ قصة أحمد
مع المطاردة، وخلال المداهمة لمنزل أحمد نصر جرار، استشهد أحمد إسماعيل جرارأ، ابن عم
الشهيد أحمد نصر جرار.
شهادة مشرفة
وخلال أكثر من ثلاثة أسابيع اجتاحت قوات الاحتلال قرى عدة، واقتحمت أكثر من مرة وفي يوم واحد
قرية وادي برقين، مسقط رأس أحمد جرار، واعتقلت أقاربه وشباناً آخرين على أمل الحصول على
أيّ معلومةٍ تؤدي إلى الوصول إليه.
في 6 شباط 2018، تمكنت قوات إسرائيلية من اغتيال الشهيد جرار خلال مواجهة معها في قرية
اليامون غرب جنين بعد مطاردة استمرت نحو شهر.
وفي أول تعليق على إعلان جهاز الأمن العام (الشاباك)، قال وزير الأمن الإسرائيلي حينها (أفيغدور
ليبرمان): ” لقد أغلقنا الحساب مع أحمد جرار وسرعان ما سنصل إلى قاتل بن غال “، والمقصود
هنا ب(بن غال) الحاخام الإسرائيلي (إيتمار بن غال) الذي قُتل في عملية طعن فدائية نفذها الأسير
في سجون الاحتلال عبد الكريم عادل عاصي، بالقرب من سلفيت، في محطة انتظار الحافلات،
على طريق يافا – نابلس، الاستيطاني، بتاريخ 5 شباط 2018، وبعد مطاردةٍ امتدت لشهرٍ تقريباً،
تم اعتقال عبد الكريم عاصي في 13 أذار 2018.