شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد أحمد محمد محمود عبد القادر الأسطل

 المولد والنشأة

ولد الشهيد أحمد رحمه الله في 27/5/1981 في مدينة خانيونس بين أحضان أسرة متواضعة
ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي، فنشأ شهيدناعلى حب الخير، وبسبب طبيعة منطقته الزراعية
عمل مع أهله وكان حريصا على تغذيةروحه وذلك بالتحاقه بمسجد المجمع الإسلامي منذ
نعومة أظفاره، وحرص على الالتحاق بالمخيمات الإسلامية التي كان ينظمها القائمين على
المجمع الإسلامي، وقد كان حريصاعلى تنمية قدراته القتالية مذ كان طفلا حيث التحق بدورات
في الكاراتيه.

مسيرته التعليمية

التحق الشهيد أحمد الأسطل في مدرسة أحمد عبد العزيز ليدرس فيها المرحلة الابتدائية،
ثم أنهى المرحلة الإعدادية في مدرسة عبد القادر، وحصل على شهادة الثانوية العامة
متنقلا بين مدرستي عكا ومدرسة كمال ناصر، وقد حرص شهيدنا على إتمام دراسته
رغم صعوبة العيش وضنك الحياة، وكان من الشباب الفاعلين والعاملين في صفوف الكتلة
الإسلامية في المدرس التي كان يتنقل فيها من عام لآخر.
التحق الشهيد أبو حفص بجامعة القدس المفتوحة قسم الدراسات الإسلامية، وبسبب
 الأوضاع الأمنية واندلاع الانتفاضة المباركة اضطر إلى تأجيل الدراسة عدة فصول، وبعد
ذلك أصر على إتمام الدراسة وقد أتى أمر الله قبل أن يتمها فاستشهد رحمه الله.

علاقته الأسرية

أمتاز شهيدنا المجاهد أحمد الأسطل بعلاقة وطيدة مع كل من حوله سواءً أقاربه أو
إخوانه وأخواته، وكان الساعد الأيمن بالنسبة لوالده فكانت الطاعة المطلقة له في
كل المواقف والأمور،وحنوناً على والدته وكان يحدث والدته أنه يريد الشهادة وطلب منها
أن تزغرد عند سماعها نبأ الاستشهاد، وكان يومياً يزور والديه رغم أنه بعد زواجه سكن
في مكان بعيد عنهما.

كلمات لا تنسى

ترك شهيدنا وصية لمن خلفه تكتب بمداد الذهب مفادها: ضرورة الالتزام بشريعة الإسلام
صدقاً وقولاً وخطباً، الحرص على الدعوة و المساجد وجعلها منارة للإسلام، وأنه لا حل ولا
رجعة للإسلام وعزته إلا بالجهاد والمقاومة، وضرورة التوكل على الله وطرق بابه أولاً وقبل
كل الأبواب، وشدد على ضرورة طلب الشهادة بصدق والعمل لذلك، إضافة إلى التحذير من
أن يأتينا العدو ونحن نلهو في الدنيا.

مشواره الجهادي

انضم الشهيد في عام 2002 إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام ، بعد أن وجد فيه
إخوانه صفات الشاب المسلم التقي الملتزم المجاهد الذي لا يخشى في الله لومة لائم،
فشارك إخوانه المجاهدين في نشاطاتهم الجهادية المختلفة وكان شعلة من النشاط
والعمل الدءوب وأبلى بلاءً حسناً في مقارعة المتحلين الصهاينة ليخدم وطنه ويحمي شعبه
من ظلم الحاقدين برباطة على ثغور المقاومة والمشاركة في التصدي للاجتياحات الصهيونية
ومراقبة تحركاتها لينقض عليهم أبطال القسام من حيث لا يحتسبون، وكان أمير مجموعة
في فصيل منطقة المجمع الإسلامي، وتم انتدابه في أعمال خاصة ضمن سلك الكتائب من
ضمنها العمل في الأنفاق منذ سنتين.

أعماله الجهادية

أشرف الشهيد أحمد الأسطل على إدخال الأسلحة والعبوات التي استخدامها في العمليات
الاستشهادية في منطقة المواصي قبل الانسحاب الصهيوني منها عام 2005، ومنها عملية
الاستشهادي محمد فرحات، والعملية التي سبقتها، وشارك في الرباط خلال الانتفاضة الثانية،
وحرص رغم كل ذلك على صيام يومي الاثنين والخميس والإصرار أثناء العمل في الأنفاق بشكل
خاص، وكان لسانه رطباً بذكر الله، وكان من صفاته السمع والطاعة على المنشط والمكره،
وهو المتواضع بين إخوانه مهما كان مستواه، والحريص على أداء الفرائض والسنن والنوافل،
وكان حريصاً على السرية والكتمان خلال العمل حتى على أقرباءه وأعز الناس إليه، وتميز
بالذكاء وسرعة البديهة في التقاط المعلومات والحرص على الاستفادة منها في الشؤون العسكرية،
وشارك أبو حفص في دورات عدة منها: دورة مشاه، ودورة إعداد المقاتل.

موعد مع الشهادة

في ظهيرة يوم الخميس الموافق الثامن من يناير للعام 2009، ذهب أبو حفص إلى النفق الذي
تم استهدافه إحدى الأماكن في مدينة خانيونس، وعندما نزل من مدخل النفق طلب منه إخوانه
الحذر فقال لهم في آخر كلامه سيدركنا الموت ولو كنا في بروج مشيدة، ثم مضى أكثر من ساعتين
مع رفيقيه الشهيد سلمان الأسطل ففقده زملاءه فوجدوه قد فارق الحياة مع رفيقه وذلك بسبب
الغاز السام الذي كان يملأ النفق، فرحمك الله أنت والشهداء وأسكنكم الفردوس الأعلى.
اقرأ المزيد:الشهيد بكير حشاش
زر الذهاب إلى الأعلى