شهداء فلسطين

الشهيد أحمد فريد رداد

 لقد فقدت نابلس أسداً من أسودها المغاوير … وفارساً من فرسانها الأشداء وبطلاً من أبطالها العظماء .أحمد سليمان فريد رداد المولود في العام 1974 في بلدته صيدا قضاء طولكرم ، درس في مدارسها حتى الصف العاشر نشأ ناشطا في الجماعة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي حتى تم اعتقاله ليحرم من مواصلة تعليمة والحصول على شهادة الثانوية العامة إلا من خلف القضبان داخل أقبية وزنازين الاحتلال الصهيونية . اعتقالات متتالية… وقد اعتقل رداد ثانية في العام 1997 ويقضي بضعة أشهر خلف القضبان . وما كاد يتنشق أنسام الحرية حتى يعاد اعتقاله وهذه المرة في سجون السلطة الفلسطينية ، وبعد وساطات لحوحة يتم الإفراج عنه.

حياة المطاردة غادر الشهيد بلدته صيدا في مدينة طولكرم عام 2004 ولا يعود إليها ويقضي وقته متنقلا بين طولكرم وجنين والأحراش المحيطة بالمدينتين يقاسي برد الشتاء وحرارة الصيف في الجبال التي أصبحت منزله وشوقه يشده إلى أبنائه وأسرته والذين يصبح لقاؤهم حدثا يخطط له بتدبر ويحتاج أياما للتحضير للقائهم ليسترق النظر إلى أطفاله أو يلقى نظرة على أهله وسط جو مشحون من الترقب بين الأشجار أو في احد البيوت المهجورة ولمزيد من الاحتياطيات ينتقل رداد وأسرته من سكن سري إلى آخر حتى يمحي أثاره أمام أعين من يتربصون به من الأعداء وأعوانهم . وتكررت محاولات اغتيال رداد، فقد أدرج اسمه من بين المطلوبين للتصفية ونجا بالفعل من عدة محاولات . وبعد أن استقر برداد المطاف في مدينة نابلس وأصبح أسدا من أسودها ومدافعا عنها واصل عطاءه المتدفق ليبني نواة خلية ضاربة تقتحم الأهوال وتنفذ ضربتها القاصمة في عمق العدو وكل هذا في سرية كاملة وتكتم منقطع النظير.

اللحظات الأخيرة من حياته…. حقيقة أنها لحظات صعبة ولا وصف لصعوبتها عندما يقتل أب أمام زوجته وأطفاله بدم بارد حيث روت زوجة الشهيد احمد رداد اللحظات الأخيرة في حياتهِ وبعيون دامعة قالت “أم ساجد” ‘قوات الاحتلال تتلذذ بالقتل، وحرمان الأطفال من حنان آبائهم كما حصل مع أطفالنا الثلاثة . وكانت قوة كبيرة من جيش الاحتلال والوحدات الخاصة توغلت في نابلس بعد منتصف الليل الموافق 7 – 2 – 2005م وأقامت العديد من الكمائن والنقاط العسكرية في حي رفيديا حيث تقع بناية الأشقر التي تبين أن قائد سرايا القدس، الشهيد رداد كان يقيم فيها. طلب من زوجته بالخروج هي والأطفال ليبقى وحده داخل المنزل، وتلقوا معاملة سيئة من قبل عناصر جيش الاحتلال معركة حامية الوطيس وعمد الجيش الصهيوني إلى تدمير متجرين ملاصقين لشقة الشهيد في محاولة منه للوصول إلى شقة الشهيد عقب مرور أكثر من خمس ساعات على بدء عملية القصف التي استهدفت الشقة. واحدث الجيش فتحة في سقف أحد المتجرين للوصول إلى شقة الشهيد والتعرف على مصيره. واثر الجنود تدمير وإحراق الشقة على من فيها بمزيد من القذائف كوسيلة للتأكد من مصرع الشهيد حيث أتت النيران على كل محتويات البيت الذي ازدحمت جميع جدرانه الداخلية بآثار مئات الشظايا والأعيرة النارية. واعترف جيش الاحتلال بمقتل ضابط صهيوني وإصابة اثنين من جنوده بجروح مختلفة برصاص القائد أحمد رداد في هذه العملية .

شعب فلسطين يودع الشهيد بكت مدينة نابلس وطولكرم رحيل القائد أحمد رداد بعد مطاردة طويلة وبقي طيفه في النفوس يغذيها بسالة ويرويها شجاعة ويزرعها عطاء ويهزها ثورة وجهاد ويترنم فيها إيمانا ويحلق فيها نحو المجد نحو الخلود نحو الجنة ، حيث ودعت جماهير محافظة نابلس جثمان الشهيد رداد بالوفاء وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا باتجاه ميدان الشهداء وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمان الشهيد الطاهر ومن ثم نقل إلى مسقط رأسه في قرية صيدا حيث ووري الثرى هناك في موكب جنائزي مهيب عاهد خلاله الفلسطينيون على الانتقام لقائدهم ومواصلة طريقه الجهادية . ستبقى ذكراك يا أحمد رداد مخلدة في قلوب الصغار والكبار … ومحفورة في أفئدة الثكالى واليتامى والأرامل ممن ثأرت لأبنائهن وأزواجهن وآبائهن … ولن تنساك فلسطين علماً من أعلامها … ونوراً يضيء للسالكين طريق العزة والكرامة والإباء والتضحية في سبيل الله تعالى.

زر الذهاب إلى الأعلى