شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد أحمد زياد العاصي

الميلاد والنشأة

ولد المجاهد أحمد زياد العاصي في مدينة خانيونس بتاريخ 16/ 12 /1996 في مجمع ناصر الطبي، لعائلة فلسطينية هجرت من مدينة يافا عام 1948م، وبين أحضان عائلته المجاهدة نما شهيدنا وترعرع على حب الجهادة والمقاومة والاستشهاد.
منذ صغره كان الشهيد  أحمد باراً جداً بوالديه، وذو علاقة طيبة مع أخيه إياد وأخواته وبالأخص الأخت الصغرى، وعرف بأنه طيب القلب، لين الجانب مع إخوانه، مبتسم الثغر، ويقول عنه والده :”لا أذكر مشكلة واحدة حدثت مع أحمد.
أما والدته فتقول:” إن أحمد كثيرا ما كان برفقتها يشاهد لمشاهدة وصايا بعض الشهداء، ويقول لي ادع الله أن تكون خاتمة حياتي في سبيل” وكان يوصي أمه بأن تكون صابرة، محتسبة، وألا تبكي عليه عند فراقه.

مراحل الدراسة

درس الشهيد أحمد المرحلة الابتدائية في مدرسة الشيخ جميل التابعة لوكالة الغوث، ومن ثم انتقل للمرحلة الإعدادية في مدرسة أحمد بن عبد العزيز، ومن ثم درس المرحلة الثانوية في مدرسة عبد القادر الحكومية، ومن ثم توقف عن الدراسة فترة ثم رجع ليستكملها، واستشهد وهو يستعد لتقديم امتحانات الثانوية العامة.
وخلال فترة دراسة شهيدنا أحمد حاز على احترام مدرسية وعلى ثقة زملائه في المدرسة نظراً لتواضعه وأدبه الشديد، كما عمل في صفوف الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس، وكان مسؤول الكتلة في مسجد عمر بن الخطاب ومنسقها.

 

التزم الشهيد أحمد منذ صغره ونعومة أظافره في مسجد المتقين وسط مدينة خانيونس، ومن ثم نقل التزامه إلى مسجد عمر بن الخطاب، وقد شارك منذ صغره في أنشطة المسجد، وبعد ذك انضم إلي صفوف حماس، وبايع جماعة الإخوان المسلمين.
عمل في التحضير لجلسات الأشبال، وعمل في جهاز العمل الجماهيري، وكان منسق الكتلة الإسلامية في المسجد، كما وكان منسق العمل الجماهيري في المسجد أيضا، عمل في حلقات تحفيظ القرآن، وكان يدرب الأشبال في المنطقة خلال مخيمات طلائع التحرير.

مجاهد

طلب الشهيد المجاهد أحمد الالتحاق في صفوف الكتائب أكثر من مرة، وبعد إلحاح شديد منه وافقت قيادة المنطقة على طلبه بعد معركة العصف المأكول مباشرة، فانخرط شهيدنا بهمة في صفوف كتائب القسام واجتاز العديد من الدورات العسكرية القسامية.
التحق شهيدنا أحمد بإحدى الفصائل الميدانية لكتائب القسام، ومن ثم انتقل إلى وحدة الاحتياط في سرية الإسناد، واجتاز العديد من الدورات، واختير في تخصص الهندسة؛ لتميزه وكان مثالاً يحتذى به كجندي مطيع.
تميز أحمد بطيبة قلبه، كثرة الصلاة على النبي، وكان نشيطا يحضر قبل موعد رباطه، حتى أثناء فترة تقديمه لامتحانات الثانوية العامة لم يكن يتغيب عن رباطه مع أنه معذور ، فهو يتميز بالالتزام العسكري والسمع والطاعة، والتزامه الشديد في نشاطاته العسكرية.
عمل شهيدنا إعلاميا للفصيل، كما أنه عمل متطوعا في وحدة الأنفاق، واجتاز دورة إعداد مقاتل، و دورة مغلقة مستوى أول، ودورة مغلقة مستوى ثالث، ودورة تأهيل وارتقاء، وحصل على تقدير جيد جدا مرتفع، وقد شارك تدريب الأشبال في مخيمات طلائع التحرير أيضاً.

على موعد

وكأنه أحس بقرب رحيله، فقد كان الشهيد أحمد دائما يطلب المسامحة من إخوانه إن قصر في حق أحد من أهله، أو جيرانه، أو أصدقائه.
استشهد أحمد أثناء مشاركته في مليونية القدس والتي كانت بتاريخ ٨/٦/٢٠١٨ حيث أنه أصيب في رأسه بقنبلة غاز بشكل مباشر، وانتقل على إثرها لمستشفى الأوروبي، ومكث في العناية المكثفة لمدة أسبوع كامل حتى وافته المنية، وارتقى إلى الله عز وجل بتاريخ ١٤/٦/٢٠١٨ وذلك يوم الخميس فجراً، وكان هذا أخر أيام شهر رمضان المبارك.

 

زر الذهاب إلى الأعلى