شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد أحمد حسن مرشود

الميلاد والنشأة: ولد الشهيد مرشود في العام 1972 لأسرة فلسطينية هجرت من منطقة نهر العوجا قضاء يافا ليستقر بها الحال في سهل بلاطة بانتظار يوم العودة المأمول. التحق بمدارس المخيم التابعة لوكالة الغوث الدولية ثم تابع دراسته في مدرسة حوارة الثانوية ومن بعدها المدرسة الثانوية الاسلامية حيث انهى الثانوية العامة ليلتحق بعدها في كلية الدعوة واصول الدين في القدس وبسبب الانتفاضة الاولى واغلاق القدس اضطر للانتقال للدراسة في جامعة النجاح الى ان اعتقل في سجون الاحتلال. كان الشهيد بارزا في الانتفاضة الاولى وخاصة في اذاعة البيانات ورسم الشعارات على الجدران وتم اعتقاله على خلفية انتمائه لخلية مسلحة تابعة لحركة حماس في شمال الضفة كان يطلق عليها كتائب الشهيد عبد الله عزام وحكم على اثرها لمدة سبع سنوات قضى معظمها في سجن مجدو الا انه نقل قبل اشهر من الافراج عنه الى سجن عسقلان حيث تم اطلاق سراحه.واضحى مرشود في سجن مجدو شعلة العمل الاعلامي للاسرى من خلال مبادرته لتشكيل اللجنة الاعلامية داخل السجن اسوة بباقي اللجان ولينضم اليه في نفس اللجنة الشهيد الصحفي محمد البيشاوي الذي اغتيل قبل شهر ونصف تقريبا اثناء تواجده في مكتب الدراسات والاعلام بالمدينة. ومن خلال عمله في اللجنة تبنى الشهيد قضايا وهموم الاسرى وتابع ذلك بشكل كبير مع الصحفيين خارج السجن كما انه استطاع ان يحصل على الصحف والمجلات والكتب من خلال علاقاته الواسعة مع المؤسسات في الخارج. وبعد خروجه من السجن التحق الشهيد بوزارة شؤون الاسرى بعد قرار السلطة باستيعاب كافة الاسرى المحرريين في مؤسسات واجهزة السلطة في مسعى منه لمواصلة خدمة الاسرى حتى خارج اسواره.ولم تتوقف خدمته في مجال نطاق عمله بل كان يتابع القضايا بصفة شخصية خارج اوقات العمل حيث يقوم بشكل دوري بزيارة منازل الاسرى والاعتناء باسرهم وكان ينسق نقل حاجات الاسرى الى داخل السجون حتى في الانتفاضة الحالية.اقترن الشهيد قبل زهاء ثلاثة شهور بالفتاة تحرير عيس شقيقة المعتقل عبد الناصر عيس المحكوم بالمؤبد مرتين متتاليتين حيث توافد الاف الاهالي الى منزله بينهم مسؤولي الفصائل والمؤسسات الذي عرفوه في خدمة الاسرى وما تزال صور الشخصيات التي قدمت لتهننئته تتصدر جهاز الكميوتر الخاص به وابرزهم الشهداء الجمالين جمال سليم وجمال منصور وصلاح دروزة ومحمد البيشاوي. تحدثت زوجة الشهيد انه وصاها قبل يومين من استشهاده ان توزع الحلوى من نوع كلير عند استشهاده لانها النوع المحببة اليه ولصديقه الشهيد محمد البيشاوي. و انه نوى الصيام يوم استشهاده وكان اخر عمله في البيت اداء صلاة الضحى ثم خرج مشيرة الى انها سمعت عن الحادثة عبر اذاعة محلية بالمدينة حيث ذكرت انه مصاب اولا وقد توجهت الى المشفى الا انه كان قد فارق الحياة. رحيل الفارس: وفي صباح يوم الاثنين وكعادته كان الشهيد في طريقه الى عمله في وزارة شؤون الاسرى الواقعة على طريق الجامعة عندما فجرت سيارة كانت متوقفة على مدخل البناية التي يعمل بها مما ادى الى اصابه بجراح خطيرة نقل على اثرها الى مشفى رفيديا ورغم اجراء اكثر من تسع عشرة عملية جراحية له الا انه فارق الحياة وفقا لمصادر طبية. وبعد التأكد من استشهاده انسحب بضعة شبان من المشفى صوب مقبرة الشهداء في المخيم ليحفروا قبرا له بجوار قبر صديقه الشهيد محمد البيشاوي. ولم تتوقف مكبرات الصوت في احياء المدينة ومخيم بلاطة عن الاشادة بالشهيد ونعيه فيما اغلقت المحال التجارية ابوابها في مخيم بلاطة حدادا على روح الشهيد.وفي سجن مجدو حيث امضى الشهيد سنوات طويلة توقف العشرات من الاسرى في خيمته السابقة يستذكرون الايام التي قضوها معه حلوها ومرها.ورغم محاولة السلطات الصهيونية التنصل من المسؤولية عن عملية الاغتيال الا ان كافة الدلائل تشير الى وقوف اذرع الامن الصهيونية خلف تلك الجريمة.وبعد ساعات من حادثة الاغتيال تم تشييع الشهيد من مشفى رفيديا تجاه مخيم بلاطة حيث سار الاف في المسيرة يتقدمهم قادة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية وفعاليات مخيم بلاطة فيما رفعت صور وبوسترات للشهيد واليافطات التي تنعيه من كافة الفصائل وتعالت الهتافات المنددة باغتياله والمطالبة بالانتقام

 

زر الذهاب إلى الأعلى