أخبارشهداء الأمة

الشهيد أحمد جعفر قصير فاتح عهد الاستشهاديين

ولد الشهيد أحمد جعفر قصير في بلدة دير قانون النهر قضاء صور في لبنان  عام 1963,تربى منذ طفولته على المبادئ الأخلاقية والدينية وتمتع بصفات وخصال نبيلة ميزته عن كثير من أقرانه . خاض العديد من العمليات ضد الكيان الصهيوني  .

أحمد قصير الذي ارتبط اسمه ب”يوم الشهيد ”   كان أول منفذ لعملية استشهادية ضد قوات العدو الصهيوني في جنوب لبنان بعد خمسة أشهر وسبعة أيام على الاجتياح الاسرائيلي  عام   1982 , وسقوط آلاف الشهداء والجرحى اللبنانيين فضلا” عن آلاف المعتقلين .

ففي الساعة السابعة من  صباح يوم الخميس  11/11/1982  قاد ذلك الفتى الذي لم يتجاوز عمره الثامنة عشر سيارته المفخخة بكميات كبيرة من المتفجرات واقتحم مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي الذي كان يضم القيادة العسكرية وفجّر نفسه بالمبنى المؤلف من /8/ طبقات , ويضمّ مكاتب تابعة مباشرة للمخابرات الاسرائيلية , بينما خصص أحد الطوابق لمقر الوحدة المساعدة التابعة للقيادة الاسرائيلية في المنطقة ,وحوّل الطابق الرابع إلى مقر يبيت فيه عدد من الضباط والرقباء ممن يكلفون بمهمات محدودة كالمخابرات واللوجستيك والارتباط .

ومع حدوث الانفجار سر عان  ما هوى المقر على من فيه وشبّ حريق هائل وارتفعت سحب الدخان , وامتزج صراخ الجنود الاسرائيليين مع طلقات نارية متقطعة وتحوّل المكان إلى ساحة من الجثث المتناثرة التي وصل عددها باعتراف الناطق العسكري الاسرائيلي إلى /74/ ضابطا” وجنديا”  من بينهم الحاكم العسكري واعتبر /27/ منهم في عداد المفقودين .

وفي محصلة أوردتها الصحف الاسرائيلية بعد بضعة أيام أن هناك /141/ قتيلا” و/10/ جنود في عداد المفقودين .

وبعد ثلاثة أيام على العملية البطولية اجتمعت حكومة العدو الصهيوني وأعلنت الحداد حيث أطلقت صفارة الإنذار في جميع أنحاء الكيان الصهيوني , وواصلت وسائل الإعلام قطع برامجها وبث الموسيقى الحزينة , في حين خصصت المدارس ساعة من حصصها للحديث عن العملية .

وبقيت هوية بطل عملية جل البحر البطولية مجهولة , وظلّ أهل صور ينسجون قصصا” خيالية عن ذلك الشاب الشجاع الكثير من حكايات الفخر والرجولة إلى أن أعلنت المقاومة الإسلامية في 19/أيار /1985 مسؤوليتها عن العملية وكشفت في احتفال أقامته بمناسبة ذكرى شهداء بلدة دير قانون النهر أن منفذ العملية هو الشاب أحمد جعفر قصير ,ومنذ ذلك الحين اعتمدت المقاومة الاسلامية ذكرى الاستشهادي  أحمد قصير في 11/ تشرين الثاني مناسبة سنوية للاحتفال بيوم شهيد حزب الله .

حيث شكلت هذه العملية منعطفا” جوهريا” في مسار الصراع العسكري والأمني مع الاحتلال الصهيوني وتركت أثرا” بالغا” على العدو الصهيوني . وستبقى تلك العملية النوعية أكبر وأعظم وأنجح عملية استشهادية في تاريخ الصراع    مع العدو الصهيوني التي هزت أركان وأسس الكيان المعادي , وفتحت الطريق أمام سلاح الاستشهاديين  لتحقيق النصر واندحار العدو الصهيوني .

 

بقلم نبيلة سمارة

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى