الشهيد أحمد بن رباح بن شحدة الدلو
وتبقى الكلمات تحاول أن تصفهم ولكن هيهات، أعلمتم من هم هؤلاء، ببساطة هم "الشهداء".
الميلاد والنشأة
هو أحمد بن رباح بن شحدة الدلو، من مواليد مدينة غزة – حيث وُلد في حي الشيخ رضوان بتاريخ 1995/3/13م، وهو ينتمي لأسرة مجاهدة، هُجرت من موطنها الأصلي من قرية (سلمة) التي تقع في مدينة يافا المحتلة.
تتلمذ أحمد في مدرسة سليمان سلطان في مرحلتي الابتدائية والإعدادية، وشارك في أنشطة الكتلة الإسلامية مع زملائه، ثم انتقل إلى مدرسة خليل الوزير في مرحلة الثانوية عام 2010م، وبعد إنهاء الثانوية العامة التحق بالجامعة الإسلامية في كلية الشريعة، ونهل من معين علمائها وشيوخها سنة كاملة، وقد أكرمه الله تعالى بحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب في سن مبكرة، وكان على موعد مع الرحيل لينال شهادة الآخرة.
صفاته وأخلاقه
تميز بإخلاصه وسريته وعطائه وحسن أخلاقه وسلامة صدره وبشاشة وجهه وابتسامته التي لا تفارق محياه، فقد كان مخموم القلب، صدوق اللسان، مطيعًا لوالديه.
كان قدوة لإخوانه ورفاق دربه في الطاعة والعبادة وحسن الخلق، ووصف بأنه شخصية تجميعية لأبناء جيله، عنوانها المحبة والإخاء، والمودة والتعاون فيما بينهم.
وكانت له علاقة وطيدة برفيق دربه الشهيد محمد حسني السقا، حيث استدان الشهيد محمد من أحمد مبلغًا من المال، وعندما سمع أحمد بخبر استشهاد صديقه محمد، أعلن مسامحته له بهذا المبلغ، وقد ضرب بهذا الصنيع مثلًا للمؤمن المعطاء، المواظب على التحلي بالقيم والمثل العليا.
دعوة وجهاد
تأثر أحمد بسيرة الشهيد مسلمة الأعرج، فتكنى باسمه، وكذلك تأثر بالقائد عبد العزيز الرنتيسي والمفكر إبراهيم المقادمة، والدكتور نزار ريان، وصلاح شحادة، والشهيد محم أحمد الدلو، فكان يقوم من الليل ويضبط منبهه لذلك، ينتصب بين يدي الله راجيًا رحمته، وداعيًا أن يفرج الله عنا، ويعجل بالنصر والتمكين لعباده المؤمنين.
وكان يستغل أوقات فراغه في العمل؛ فقد كان رجلًا عصاميًّا، والتزم في مسجد الروضة، وقد عمل محفظًا في مركز ابن تيمية لتحفيظ القرآن الكريم، وشارك مع إخوانه في كل الأنشطة الدعوية والتربوية والجهادية، خاصة في ميدان الرباط الذي كان يشهد له بمسابقة إخوانه فيه، وتميز في الدورات العسكرية التي اجتازها.
وكُلف ذات يوم بمتابعة بعض المشبوهين أمنيًّا في مناطق خطيرة، فأقدم على ذلك وأدى مهمته على أكمل وجه.
استشهاده
في يوم الثلاثاء 2014/8/19م، عاد أحمد بعد أداء صلاة العشاء في مسجد الروضة إلى منزله، برفقة شقيقه مصطفى وصديقه محمد أبو كويك، في هذه الأثناء استهدفت طائرات العدو الصهيوني المنزل بـ(4) صواريخ بذريعة وجود القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف في المنزل، ثم أتبعت بـ(4) صواريخ أخرى من طائرات (F16) لتخترق التحصينات الإسمنتية، مما أدى إلى استشهاد أحمد وشقيقه الصغير مصطفى، وأمه (أم عمار) وهي مربية فاضلة، استشهدت وهي على سجادة الصلاة، وكذلك استشهد علي وسارة أبناء القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف “أبو خالد” وزوجته وداد عصفور.