الشهيدة وفاء إدريس .. سر في هذا الوطن
وفاء إدريس فدائية فلسطينية ،ولدت عام2/11/ 1973, قامت بعملية استشهادية في أراضي فلسطين المحتلة عام 1948،ونتيجة التفجير الذي قامت به قتلت عدداً وجرت عدداً آخر من الإسرائيليين، وهي تابعة لحركة التحرير الوطنية, وكانت من أولى الفدائيات الإناث في انتفاضة الأقصى التي اندلعت في سبتمبر 2000.
وفاء إدريس، العاملة في الهلال الأحمر ومن مخيم الأمعري، نفذت أول عملية استشهادية في القدس يوم 28 كانون الثاني (يناير) 2002؛ وأسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة 90 آخرين بجروح من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح.
هاجر أهلها من مدينة الرملة، واستقر بهم المطاف في مخيم الأمعري بالقرب من رام الله، عاشت في ظروف اجتماعية صعبة، وهي الابنة الوحيدة لوالدتها.
وفاء إدريس.. استشهادية مع سبق الإصرار
دفاعا عن الأرض وانتصارا لدم الشهداء عبر التاريخ من نكبة 1948 إلى مجازر دير ياسين وقانا وصبرا وشتيلا “وفاء ادريس” اسم يتذكره الصهاينة جيدا وكل من يرفض سياسات ارهاب الدولة المنظم القائم على القتل والهدم واستباحة الدماء وهتك الأعراض. بطلة بكل ما تحمله الكلمة من معانى البطولة والتضحية في سبيل حرية الأرض حيث رسمت بجسدها الطاهر واحدة من أنبل وأشرف العمليات الاستشهادية في السنوات الأخيرة التي أصابت العدو الصهيونى بالذهول حيث قامت هذه الفتاة العربية أنتماءا والمسلمة دينا بتفجير نفسها بشارع يافا بالقدس المحتلة موقعة في صفوف العدو اصابات تجاوزت أكثر من سبعين صهيونيا بالقدس الغربية.
امرأة فلسطينية هاجر أهلها من مدينة الرملة التي احتلها الاحتلال الصهيوني عام 1948م واستقر بهم المطاف في مخيم الأمعري بالقرب من رام الله.. وفاء إدريس 27 عاما عاشت في بيت متواضع من الطوب ومصفح بألواح الإسبست، عاشت ظروفا اجتماعية صعبة، فهي الابنة الوحيدة لوالدتها ولها ثلاثة أشقاء هم خليل وخالد وسلطان.. أمضى شقيقها خليل ثماني سنوات في سجون الاحتلال، فاضطر شقيقه خالد إلى ترك الدراسة من الصف الثامن لإعالة أسرته الفقيرة، لأن والدهم متوفى ولقد دفع الفقراء أيضا شقيقها الآخر وهو الأصغر سلطان إلى الانضمام إلى شقيقه خالد في العمل من أجل إعالة الأسرة.. ولم يترك الاحتلال هذه الأسرة في حالها.. فقام رجال المخابرات باعتقال خليل مرة أخرى بسبب ارتباطه بنشاطات المقاومة ضد الاحتلال. تزوجت وفاء.. وبعد ثماني سنوات انفصلت عن زوجها وعادت لتسكن مع والدتها وأشقائها الثلاثة في مخيم الأمعري ثم التحقت بعد ذلك بدورة طبية وأصبحت تعمل في جمعية الهلال الأحمر.. وتطوعت في الانتفاضة لعلاج الجرحى المصابين، عشرات الشهداء شاهدتهم وفاء عن قرب وهي لا تملك سوى البكاء المكبوت والدعاء لهم بالمغفرة والقبول عند الله.. كانت تحب الدوام يوم الجمعة؛ لأن هذا اليوم تجري فيه مظاهرات واشتباكات بعد صلاة الجمعة.. فيسقط جرحى وشهداء وتحرص أن تكون على رأس عملها حتى تعالج الجرحى والمصابين. شقيقها خليل، شعر أن ساعة الحسم بالنسبة لوفاء قد اقتربت حيث قامت بتوديع أمها وأشقائها وقالت لهم الوضع صعب وربما يستشهد الإنسان في أية لحظة !!
لقد تأخرت وفاء ولم يعتد عليها ذلك وجاء الليل ولم تحضر وبدأ اهلها بالبحث عنها وسألوا بعض صديقاتها، فقلن إنها ودعتهم وكانت تطلب منهم الدعاء وهي تقول لهن سأقوم بعمل يرفع رؤوسكن دون أن تفصح عن هذا العمل. وبقيت الأسرة مرتبكة حتى وصلها الخبر بأن وفاء فجَّرت نفسها في شارع يافا بالقدس المحتلة.. حيث أدى الانفجار إلى مقتل وإصابة العشرات من اليهود الصهاينة، ولم نتأكد إلا بعد أن أصدرت كتائب شهداء الأقصى بيانا تزف فيه خبر استشهاد وفاء.
وفاء تلك الفتاة المخلصة في عملها والتزامها الأخلاقي تجاه أمتها وشعبها، فكانت شديدة التأثر عندما تشاهد عن قرب قوافل الجرحى والمصابين بل كانت قلبا رحيما وعينا باكية لا سيما عندما يعلن عن سقوط شهيد ويوضع أمامها في ثلاجة المستشفى.
الأستشهادية “وفاء علي ادريس” فتاة اختارت زينتها حزاما ناسفا وحددت يوم عرسها في 28/01/2002 لتزف بالزغاريد على غير عادة ولتثبت أن المرأة العربية عنصر مهم في معادلة ساحات القتال وميادين النضال والتحرير من أجل الأرض العربية.
لقد اعطتنا وفاء مثالا حيا عن مدى ما يمكن ان يكون عندما تتحرك الدماء في جسد المرأة تطلب الشهادة.. كما تطلب السعادة.. ووفاء وجدت سعادتها في اختيار العديد من المحتلين وهم يقفون على قارعة الطريق لكي تقول لهم بالفعل لا بالكلمات.. ان وجودهم على الأرض التي سرقوها لا يمكن ان يستمر حتى نهاية التاريخ.. فحاولت ان تضع نهاية تراجيدية لقصة مضحكة.. يضحك عليها العالم وسع فمه.. اما اطفال فلسطين.. فيبكون دما دون أن تمتد اليهم يد أو تواسيهم كلمة..