الشهيدة سناء عبد الهادي قديح :
ولدت الشهيدة سناء عبدالهادي قديح في قرية عبسان الكبيرة في محافظة خان يونس عام 1972, وهي أم لأربعة أطفال .
كانت مثالاً للمرأة الفلسطينية المقاومة جعلت من جسدها وقوداً للثورة الفلسطينية المتصاعدة , ومثالاً للزوجة المخلصة حتى الموت .
في الساعة الثانية من صباح يوم الأحد الموافق ل 21/3/2004قامت قوات الاحتلال الصهيوني باجتياح قريتها قاصدة بيتها لاعتقال وتصفية زوجها الشهيد باسم قديح أحد قادة كتائب الشهيد عزالدين القسام .
وعند انتباههم لوجود القوات الخاصة من جيش الاحتلال الصهيوني بجوار منزلهم انطلقوا لمقاومتهم بكل ما يملكون من عدة وعتاد , وبدأت المعركة بتفجير عبوة ناسفة تمّ زرعها مسبقاً بجوار منزلهم , وتحت أزيز الرصاص وسحب الدخان حاول زوجها أن يقنعها بالانسحاب إلى منطقة آمنة هي وأطفالها مع أخو زوجها وتتركه ليكمل المعركة لكنها أبت إلا أن تكون معه .
وفي لحظة الوداع التي لا يقوى عليها أقوى الرجال احتضنت سناء أطفالها الأربعة عاصم وعلاء ومصعب وإسلام وقبّلتهم واحداً تلو الآخر ليخرجوا مع عمهم وهي تقول ” ومالعيش إلا عيش الآخرة “.
وعندما اشتدت المعركة ترجلت سناء في زمن قلّ فيه الرجال ضاغطة بإصبعها الرقيق على الزناد بعد أن تلقت التدريب على السلاح من قبل زوجها الشهيد استعداداً للرحيل الجماعي .
وبعد ساعات من القتال والحصار وهم يتنقلون من مكان إلى آخر في منزلهم ورشاشا سناء وباسم يزغردان في الأفق مخترقان صمت الليلة الظلماء بدأ باسم بنفسه ففجر حزامه الناسف الذي لفه حول وسطه تحت غطاء زوجته سناء , وماهي إلا لحظات قليلة حتى قصفتها طائرات العدو بصاروخ موجه إلى جسدها الطاهر لترتقي إلى السماء لتكون الاستشهادية الثانية في قطاع غزة , وتنضم إلى قافلة الاستشهاديات الفلسطينيات .
ولم تكن المعركة بمثابة نزهة للعدو الصهيوني فقد ذكر شهود عيان أنهم شاهدوا سيارات اسعاف العدو تأتي إلى مكان العملية لتنقل إصاباتهم كما أكدوا رؤيتهم لبقايا من ناقلة جنود تمّ تفجيرها في نفس المكان .
وأثبتت سناء أن المرأة الفلسطينية قادرة على صناعة المجد كتفاً إلى كتف مع الرجال الذين يمتطون صهوة العز لصناعة مجد الأمة .بقلم نبيلة سمارة