الشهيدة زهر أبو عساف
ولدت الشهيدة زهر عبد الكريم أبو عساف عام 1967 في قرية سنابر في الجولان السوري , وبعد احتلال العدو الصهيوني للجولان اضطرت زهر وعائلتها للنزوح عن قريتها .
ترعرعت زهر في أسرة مناضلة أثرت في بناء شخصيتها وحبها للجهاد في سبيل تحرير وطنها ,وكان لاستشهاد سناء محيدلي في جنوب لبنان وفي عملية نوعية للمقاومة اللبنانية أثرا” بالغا” في تأجيج شعلة الثورة ومقاومة الظلم في روحها.
كانت زهر حينذاك في سن السابعة عشر من عمرها عندما أخبرت والد تها وأخويها بأنها ستذهب إلى هناك إلى حيث يصنع الثوار وقالت أنها تفكر في عملية استشهادية , وأخذت بالسؤال والتقصي عن كيفية الذهاب , وكيف يذهب المقاومون إلى هناك ؟ولكن لم يكترث أحد لتساؤلاتها ,لكن أهلها كانت لديهم القناعة بأنها أسئلة لمراهقة تزول مع زوال صدمة الدماء المتناثرة في الجنوب .
في أوائل تشرين الثاني من عام 1987 انتسبت زهر لصفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي وحققت ماتصبو إليه وتم تدريبها على السلاح مدة ثلاثة أشهر متواصلة .
عاش أهلها والعائلة مرارة الغياب وذل الاشاعات والاسئلة المتكررة عن زهر وماحل بها , لكن والدها كان لديه قناعة تامة بأن ابنته لا يمكن أن تكون إلا كما رباها وعلّمها , لكن أغنية المطربة اللبنانية جوليا بطرس التي أهدتها زهر إلى أهلها جعل الوالد يقتنع بأن ابنته ستقوم بعمل مشرّف .
وبعد انقضاء ثمانية أشهر على اختفائها جاء خبر استشهادها ففي 18/6/1987قامت مجموعتان إحداهما تابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي , والثانية تابعة لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني بعملية مشتركة في منطقة نبع الحاصباني ,عندما رصدت دورية راجلة لقوات الاحتلال الصهيوني , واشتبكت المجموعتان مع عناصر الدورية لمدة تزيد عن ثلاث ساعات , استبسلت زهر مع رفاقها في مواجهة كتيبتين اسرائيليتين , وحاول أحد المقاومين سحبها من أرض المعركة لكنها أبت فحاربا معا” وعندما نفذت الذخيرة استشهدت زهر مع الشهيد سليمان حمدان جابر من جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وبقيا في أرض المعركة .
أعيد رفاتهما عام 2008 في صفقة التبادل بين حزب الله والعدو الصهيوني , وباستشهاد زهر أبو عساف أثبتت أن المرأة لا تقل عزما” أو عزيمة عن الرجال في أرض المعركة وأنها قادرة على صنع النصر إن أعدت لذلك .