الشهيدة خديجة شواهنة .. خرقت منع التجوال
عدم الراحة الذي يرافق الاعتراف بأن جنود جيش الدفاع الإسرائيلي الذين خرجوا “لفرض النظام” في قرية سخنين, قتلوا امرأة عزلاء رميا بالرصاص, ليس الإشكالية الوحيدة هنا، بالإضافة الى ذلك ظروف موت خديجة تثبت بما لا يدع أي مكان للشك ان ما كتبته الصحف الإسرائيلية وقتها كان سلسلة من الأكاذيب محاولة من خلالها غسل دماغ المواطن الإسرائيلي حول كل ما يتعلق بالأحداث الحقيقية ليوم الأرض.
قصة استشهادها خديجة هي الإثبات لذلك :
في حوالي الساعة السابعة أو قل السابعة والنصف, علت أصداء إطلاق النار في ساحات القرية, بعد ان أرسلت قوة من الجيش “لفرض النظام” في مدينة سخنين ” قاسم شواهنة والد خديجة ” سمع طلقات رصاص، في ذلك الصباح كالعادة جلس, هو وزوجته وبعض من افراد العائلة الأحدَ عشرَ في مصيف بيتهم الواقع على أطراف القرية. لحظة سماعهم طلقات الرصاص دخل جميعهم الى البيت, ليكتشفوا ان خالد ابن الثمانية أعوام مفقود, خمن الأب ان خالد خرج ليلعب في الشارع .
يروي قاسم شواهنة: “قلقت على ابني, بس خفت أطلع, لأنهم قالوا في منع تجول. قلت لحالي: إنا ممنوع أطلع, بس الجنود مش رح يعملوا اشي لصبية،عرفت انه الجنود اليهود بعطوا احترام للمرة، بقدروش يضربوا صبايا, لأنه عندهم احترام للمرة، قلت لخديجة: بنتي, اطلعي عالشارع دوري عخالد.
“خديجة ابنة ال 23 ربيعا فعلت كما آمرها والدها, خرجت الى الشارع، أمها, سامية, نظرت ورائها, كانت خديجة ما زالت بجانب البيت, في تلك اللحظة لاحظت طابورا جنود يدخل زقاق البيت, على بعد 40 مترا. “خديجة, ارجعي! خديجة, ارجعي!” صرخت الأم لمرآى الجنود.
خديجة, التي ابتعدت عن البيت فقط بضع خطوات فقط رأت الجنود, ارتعبت لمنظرهم حيث أنها كانت وحدها في الطريق, وأمامها طابور من الجنود المسلحين. ركضت الأم وابنتها الواحدة باتجاه الأخرى بيدين ممدودتين. وعلى بعد خمسة أمتار من أمها, انهارت خديجة على الأرض و لم تنهض بعدها أبدا, اخترقت رصاصة ظهرها.
خديجة قاسم شواهنة أصيبت في ظهرها حين كانت وحدها في الشارع, لأنها خَرقت منع التجول!