الشهيدة الطفلة فاطمة الحجيجي
بدمها كتبت وصيتها
16 عشر ربيعاً لم تكملها الشهيدة البطلة فاطمة عبد الرحمن حجيجي.
16عشر ربيعاً ولم تقبل إلا بشهادة ممهورة بدم الصعود إلى قمة المجد…قمة المقاومة وتحد للجلاد الذي يواجهه أبطالنا في معتقلات الارادة والصمود الاسطوريين.
فاطمة من قراوة بني زيد شمال رام الله. أكبر من عمرها.
كل سنة في جِيدها تحمل ذاكرة الأجداد وحكايات المقاومة. ذاكرة تبحث عن حرية لوطن جريح من 70 عاماً.
الشهيدة البطلة فاطمة عرفت زنازين الاحتلال الذي اعتقلها بتهمة حيازة سكين, ولم تطل الاقامة بين أهلها بعد الافراج عنها في عام 2016.
تَعرف الشهيدة فاطمة أن كل فلسطيني مشروع شهادة. وكم هو مطارد في وطن يرزح تحت حراب المحتل. وربما هذا ماجال في ذاكرتها. هذا ما كانت تفكر فيه فاطمة الفتاة الكتومة – المتميزة في مدرستها- الوطنية في انتمائها لشعب يتوق للحرية.
ما جسدته في فعل المقاومة اليومي يشعل الأرض تحت أقدام المحتل ولا يندرج في قوائم المتخمين المتاجرين بالقضية- المطبعين مع كيان الاغتصاب. وقلبها يردد أن فلسطين لا تقبل القسمة على اثنين.
شهيدتنا البطلة – لم تعد الكثير من الوصايا في عمرها القصير- ولم تهوى الخطابة فخطابها الوحيد “أننا نستحق الحياة”.
في القدس- باب العمود كان القتلة محشوين برصاص القتل…يرقبون رفة طير …حفيف الشجر…أنفاس حجارة المدينة المقدسة. ومجرد أن لاح ظلها أمامهم أفرغوا رصاص يهوه وأساطير خرافاتهم في جسدها الطاهر.
عشرون طلقة ولم يشبعوا من الدماء…عشرون طلقة والخوف يلفهم أن تنهض وتصرخ في وجوههم آن أن ترحلوا.
في حكايتها لا تفاصيل كثيرة تكتب …ولا إعلام وبيانات من هواة الرثاء…في حكايتها لا جامعة تجتمع. فالقاتل أصبح في غرف أنظمة تهيء له ساحة اللقاء والعناق.
دم فاطمة…روح فاطمة يرفرفان في القدس ويافا وحيفا. دمها اليوم وغداً يكتب قصة شعب لن يسقط راية المقاومة – يربي أبناؤه أن هذه الأرض لنا..وهذا الأفق لنا..والزيتون والبرتقال.
كتبت بدمها أن انتفاضة فلسطين لا يلغيها اتفاق ولقاء. لا تلغيها ابتسامات ومصافحات. هي الصوت الهادر. وهي اللغة التي لا يبدل شعبنا عنوانها.
سيبقى شعبنا على عهد المقاومة حتى دحر كل القتلة عن كل ذرة تراب.
لينا عمر