الشهيدة البطلة وصال الشيخ
سأعود شهيدة هذا نشيدي الأخير
منذ أن انطلقت مسيرات العودة في 30 آذار -2018 كانت الشهيدة الطفلة وصال الشيخ على رأس المظاهرات تهتف لفلسطين -وهي التي تعرف معنى اللجوء حيث تعيش وأسرتها في غرفة واحدة في مخيم المغازي بغزة.
كانت تردد أن الواجب الوطني يدفعها للمشاركة ولن تترك لحظة والا وستشارك في مواجهة المحتل لتعود إلى بلدتها “سوافير” التي هجّر منها أهلها عام 1948.على طاولة العشاء يوم 13 أيار قالت الشهيدة وصال لشقيقاتها الثّلاث ووالدتها، ممازحةً: ” قد تكون هذه لقمتي الأخيرة بينكنّ، فقد أعود غدًا شهيدة “. وأعطت لإخوتها ما كانت تملكه وكان دولاراً واحداً. برفقة اخيها محمد خرجت يوم 14 أيار للمشاركة في مسيرات العودة التي لم تتوقف وكلها ايمان وعزيمة أن يوم النصر قادم وقلبها يخفق للشهادة وكأنها طير اشتاق للتحليق في أعالي الهضاب.
مع أخيها محمد وصلت إلى أماكن التجمع لمسيرات العودة- وبدأت بمساعدة شباب العودة تحت شمس حارقة لاسعة- لكنها كانت تدب حيوية وهمة قوية لا يتعبها أن تتقدم الى المناطق الساخنة لتقدم الماء لشباب العودة. وعلى الجهة المقابلة كان يترقبها قناص صهيوني مسدداً إلى رأسها ليقتنص لحظة أن أصبحت في شباك رميه فيطلق رصاصة حقدة لترتقي شهيدة. وعندما وصل خبر استشهادها كانت الأمّ تردد غير مصدّقة إلى أن تأكدت من خبر استشهاد ابنتها.
وكتبت صحيفة الغارديان الفرنسية عن الشهيدة وصال أنها كانت تنقل المياه والأحجار للمتظاهرين على الجبهة، التي لا تبعد إلا أمتارا عن القناصة الصهاينة. وأشار تقرير الغارديان: أنه “خلال حياة وصال القصيرة في مخيم البريج، فإن عائلتها قضت معظم الوقت وهي تحاول توفير قوتها اليومي، وعاشت مع والدتها وإخوانها الستة في غرفة واحدة، التي كانت تغيرها كل شهر؛ بسبب التأخر عن دفع الإيجار”.
الشهيدة البطلة وصال كانت في المرحلة الإعدادية- الصف التاسع- وأحبت مادة الرياضيات وحلمت أن تكون مدرسة رغم صعوبة الحياة الاقتصادية التي تعيشها وأسرتها.
وتنقل بعض الصحف أن الشهيدة وصال قالت لأمها :لو استشهدت فإنه سيكون هناك متسع في الغرفة لنوم اخوتي -ولن يحتاجوا للنوم فوق بعضهم مثل” السمك في شبكة الصيد”.
الشهيدة البطلة وصال الشيخ كتبت في 14- 5 وفي سفر العودة أنها ستبقى طائراً محلقاً ولن ترحل من ذاكرة أبطال المواجهات وستبقى في ساحات المقاومة وكأنها لم تغادرها وروحها ترفرف فوق الهضاب كطائر اشتاق للحرية.
لينا عمر