الشهيدة البطلة دلال سعيد المغربي “صرت بنتاً للبلاد”
” خيمة عن خيمة ” تفرق هذا ما حققته الشهيدة البطلة دلال سعيد المغربي قائدة عملية الشهيد كمال عدوان.خيمة الثورة هي التي اختارتها بطلتنا التي ولدت في العام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لأسرة فلسطينية اقتلعت العصابات الصهيونية عائلتها من يافا. تلقت الشهيدة البطلة دلال المغربي دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد ودرست الإعدادية في مدرسة حيفا التابعتين لوكالة الغوث في لبنان.وكما تقول شقيقتها:كانت دلال تؤمن أن الكفاح المسلح هو الذي يعيد الأرض والمقدسات فالتزمت بحركة فتح وتدربت في معسكراتها وهي على مقاعد الدراسة.
قبل يوم من العملية التي خطط لها الشهيد القائد أبو جهاد الوزير عادت دلال إلى البيت في نظرة أخيرة,ولم يكن يعلم بأمر العملية أحد من أسرتها.فقط شقيقتها المقربة منها التي كانت تتدرب أحياناً معها في معسكرات الثورة شعرت أن دلال تخفي شيئاً ما بعد أن كثفت من التزامها بالتدريب والمهام الخاصة.
لم يكن والدها يومها في المنزل,ودعت أمها كعادتها وقالت لن أطيل الغياب” شوية تدريب” .
عملية الشهيد ” كمال عدوان” كانت من أدق العمليات وأكثرها تعقيداً.ثلاثة أيام في البحر لتصل إلى الساحل الفلسطيني في صباح يوم 11 آذار / مارس 1978 نجحت دلال وأخوتها في الوصول إلى الساحل الفلسطيني. واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلهم إلى الشاطئ ومن ثم إلى الشارع العام نحو تل الربيع المحتل.وهناك ابتدأت نقطة الانطلاق بعد احتجاز باص بكل ركابه من جنود ومستوطنين في منطقة غير مأهولة…وخاطبتهم الشهيدة البطلة قائلةً: “نحن لا نريد قتلكم نحن نحتجزكم فقط كرهائن لنخلص إخواننا المعتقلين في سجون دولتكم المزعومة من براثن الأسر”، وأردفت بصوت خطابي “نحن شعب يطالب بحقه بوطنه الذي سرقتموه، ما الذي جاء بكم إلى أرضنا؟”.تمكن الفدائيون من تجاوز الحاجز الأول ومواجهة عربة من الجنود وقتلهم جميعاً،ما دفع بقوات الاحتلال لتكثيف الحواجز حول الطرق المؤدية إلى تل الربيع.
تمركزت الآليات العسكرية المدرعة قرب ناد ريفي اسمه (كانتري كلوب) وأصدر إيهود باراك قائد الجيش الموجه للعملية آنذاك،أوامره بإيقاف الباص بأي ثمن.
أصدرت دلال أوامرها للمجموعة بمواجهة قوات الاحتلال وجرت معركة عنيفة.
أصيبت دلال واستشهد ستة من المجموعة بعد قتال شرس….لدرجة الالتحام بالسلاح الأبيض.استشهدت دلال المغربي ومعها أحد عشر فدائياً بعد أن كبدت جيش الاحتلال حوالي (30 قتيلاً وأكثر من 80 جريحاً).
دلال المغربي التي أعلنت جمهورية فلسطين لساعات هي النموذج الذي سيبقى ساطعاً ومثلاً حياً في المواجهة مع المشروع الصهيوني…دلال التي لم تغرها كل مباهج الحياة قدمت روحها لأجل فلسطين على طريق تحرير كل ذرة تراب.