الشهيدة البطلة دانيا ارشيد
أنت حاضرة في أيامنا
في مقتبل العمر طاردها رصاص القتلة كي ينهي سنوات عمرها ال17…كانت تفيض حيوية وقلبها يسبقها في تسارع دقاته وهي تتوجه إلى المسجد الإبراهيمي للصلاة والدعاء. غافلت طلقات الاحتلال أحلام الشهيدة دانيا أرشيد وهي في طريقها لمركز اللغة حيث تأخذ دروس تقوية للغتها الإنجليزية.
في مدينة الخليل ولدت الشهيدة دانيا لعائلة فلسطينية مناضلة- لم ترضخ ل”قوانين” الاحتلال وهمجيته وقمعه- وكغيرها من العائلات الفلسطينية زرعت في درب أبنائها حب فلسطين وعلمتهم معنى أن تكون قوياً- متعلماً- في معركة وجودية مع احتلال يريد أن يطمس الحقائق ويزور التاريخ ويلغي وجود الفلسطينيين في أرضهم التاريخية.
كانت دانيا تفكر وتعمل على أن تحصل على شهادة البكلوريا بتفوق- لتثبت أن شعب فلسطين يملك القدرة على الحضور والوجود في كل الميادين- لا يمكن أن ينسى أرضه – بل سيذل الجهود لمواجهة الاحتلال- بثقافة المقاومة والمواجهة- والعلم.
يقول والد دانيا وهي أكبر فتياته:” هي عروس الحرم. كانت في طريقها إليه للصلاة والدعاء. ابنتي على فترات متقطعة تتوجه إلى الحرم الإبراهيمي للدعاء لنيل شهادة الثانوية العامة. لكنها نالت شهادة أكبر وأجمل. كان لدانيا حياة عادية- ولديها بضع أحلام بسيطة- منها حلم تحرير فلسطين. ووحدة العرب أيضاً. عصامية وذات شخصية قيادية- وصاحبة ابتسامة لن تغيب ذكراها عن كل من عرفها. وهي المتفوقة في دراستها. ويشهد على ذلك مقعدها الذي لا يحمل اليوم سوى صورتها”.
في تفاصيل يوم استشهادها 25- 10- 2015 يضيف والدها: تجاوزت دانيا أول نقطة تفتيش عند الحرم الابراهيمي- والثانية أيضاً- وعند النقطة الثالثة صرخ فيها أحد الجنود. أن ترمي سكيناً ادعى أنها تحمله وبألم يروي: “أي سكين وهي خضعت للتفتيش مرتين، كل ما في الأمر أن جنود الاحتلال ارتكبوا جريمة بحق ابنتي- وأعدموها بدم بارد وهي في طريقها للصلاة “.
في بيت عائلة دانيا ارشيد يتذكرونها كل يوم.. وهي التي كانت تعد لهم القهوة الصباحية…يتذكرون حضورها …وأحلامها…يتذكرون أنها لم تكن تعرف إلا أن تكون قوية – لا تستسلم لليأس. احتجز جثمان الشهيدة البطلة دانيا ارشيد لمدة أسبوع قبل أن يسلم لذويها. وتم تشييعها في موكب وصفه أبناء الخليل بالعرس الوطن.
ستبقى دماء الشهيدة البطلة دانية تشع في أيام انتفاضات الشعب الفلسطيني- ولن تصبح مجرد ذكرى بل حاضرة في صباحات شعب فلسطين الذي سيبقى يقاوم لتحرير كل ذرة تراب.
لينا عمر