غير مصنف

الشاعر الراحل توفيق زياد

 

كأننا عشرون مستحيل

فلتسمع كل الدنيا …

فلتسمع

سنجوع .. ونعرى

قطعا .. نتقطع

ونسفّ ترابك – يا ارضا تتوجع

ونموت .. ولكن لن نركع .

هذه الكلمات التي كتبها الشاعر الكبير توفيق  زياد هي منهج عمل آمن به…وجسده في المقاومة اليومية لشعبنا في فلسطين.

بهذه الارادة ظل أهلنا يقومون المشروع الصهيوني ولم يرضخوا لكل المحاولات التي هدفت تذويب الشخصية الفلسطينية.

السابع من أيار 1929 سيحمل ولادة شاعر المقاومة الراحل توفيق زياد – وستكون الناصرة مسرح المقاومة في عمر الفتى الذي أشعلت قصائده ساحات العمل الوطني. وألهبت المظاهرات والمواجهات مع كيان الاحتلال الصهيوني.

في أسرة مناضلة – ولأبوين مثقفين ولد صاحب قصيدة “أناديكم وأشد على أياديكم”.

توفيق زياد أنهى الدراسة بالناصرة. وسافر إلى الشام وتعلم مهنة التمريض. خلال دراسته اشتغل في عدة أعمال. وسافر إلى موسكو ودرس الأدب السوفياتي.

تأثر الشاعر الراحل توفيق زياد بوالديه. وكان يقول باستمرار: “من والدتي تعلمت الطيبة ودماثة الخلق. ومن والدي تعلّمت الشجاعة والمواجهة”.

عرف عن القائد والشاعر والسياسي الذي شغل رئيس بلدية الناصرة حتى وفاته أنه من الرجالات الذين تصدوا لسياسات الاحتلال التهويدية.ولم يرضخ ويسكن لكل ممارسات الاحتلال التي حاولت أن تكتم صوته أكثر من مرة بمحاولات الاغتيال التي تعرض لها.

عايش النكبة الفلسطينية – وشاهد بأم العين الممارسات الفاشية للكيان الصهيوني- وهذا شكل لديه ارادة المواجهة والدفاع عن شعبنا في أرضنا التاريخية. برز دوره الكبير ضد طمس الهوية الفلسطينية- وكان رمزاً للدفاع عن الأرض في وجه المصادرة والتهويد.

شعر توفيق زياد كان مادة للصمود والمواجهة اليومية وهي يحرض أن فلسطين بكل ذرة تراب فلسطينية لن تستلم للاحتلال الذي لن يدوم.

قصيدته “أناديكم” رسالة إلى أن الشعب الفلسطيني في أرضه لن يتنازل عن حقوقه التاريخية.

لعب دوراً مهما في إضراب يوم الأرض في 30/3/1976، وكان قد تعرض بيته لاعتداءات متعددة على يد الصهاينة. من بينها محاولة حرق منزله المتواضع، كما تعرض لاعتداءات مباشرة في مناسبات عديدة من بينها أثناء الإضراب احتجاجا على مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994.

شارك توفيق زياد في العديد من المؤتمرات الدولية منها مؤتمر التضامن مع الشعب الفلسطيني في بروكسل عام 1980- وفي العاصمة التشيكية براغ، كما شارك في الأسبوع الثقافي الفلسطيني في القاهرة عام 1990.

قام بترجمة العديد من نصوص الأدب الروسي ومن أعمال الشاعر التركي ناظم حكمت الى اللغة العربية. توفي عام 1994 بحادث طرق وهو في طريق عودته الى الناصرة من أريحا .

من أعماله الشعرية:- اشد على أياديكم –1966- ادفنوا موتاكم وانهضوا-1969. اغنيات الثورة والغضب . كلمات مقاتلة 1970.

لعب السياسي والشاعر توفيق زياد في شعره السياسي والوطني دوراً بارزاً في مسيرة الشعب الفلسطيني. الشعر الذي سيصبح على لسان كل عربي وفلسطيني. ويرفع من الوعي الوطني لدى أبناء فلسطين الذين تأثروا بما قدمه الراحل توفيق زياد.من أشعاره التي الهبت الشعور الوطني في المسيرات والمظاهرات: كأننا عشرون مستحيل: كأنّنا عشرون مستحيل

في اللّد، والرملة، والجليل..

إنّا هنا باقون- فلتشربوا البحر

نحرسُ ظلّ التين والزيتون

ونزرع الأفكار كالخمير في العجين

برودةُ الجليد في أعصابنا

وفي قلوبهم جهنّم حمرا

إذاعطشنا نعصر الصخرا

ونأكل التراب إن جعنا.. ولا نرحل!!..

وبالدم الزكيّ لا نبخل..لا نبخلُ.. لا نبخلْ..

هنا .. لنا ماضٍ .. وحاضرٌ.. ومستقبلْ..

كأننا عشرون مستحيل.

 

لينا عمر

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى