السيد نصر الله عن سليماني في الذكرى الأولى لاستشهاده: أفتقده كثيراً
وأضاف نصر الله قائلاً: “نحن نتحدث عن رجل عاش في الحرب لمدة 8 سنوات، وهو في الجبهة سقط بين يديه شهداء كثر وسالت الدماء وسقط قتلى وقصف وغيره، كل ذلك كفيل بأن يجعل قلبه جامداَ بمعنى ألا يتأثر، وهذا يختلف عن مسألة الشجاعة، ولكن الحاج قاسم كان على مستوى عالي جداً من الشفافية العاطفية”.
وتابع نصر الله قائلاً: “في يوم من الأيام كنا في طهران، وتوجهنا إلى مشهد وذلك كان قبل حرب تموز، ونحن في طريقنا وإذ بسيارة تصدم امرأة وابنها، ردة فعل الحاج قاسم كانت لافتة، وكأنها زوجته وابنه اللذان أصيبا في الحادث، يومها طلب من السائق أن يتوقف جانباً، وترجل من السيارة ليتفقدهما غير مكترث لأي اعتبارات أمنية”.
وفي حواره مع الميادين أضاف نصر الله “لقد كان حجم تأثر الحاج قاسم عالياً جداً، لهفته ومحبته بين الأخوان والمجاهدين وعوائل الشهداء، أنت أمام إنسان لديه قيم معنوية وأخلاقية وعطاء وروحية، لم يكن يريد أن يحتفظ لنفسه بأي شيء”.
السيد نصر الله قال: “عملنا معاً منذ عام 1998 في المقاومة والجهاد في سبيل الله، في قضايا الصراع في ملفات المنطقة، في الأيام الصعبة التي اجتمع فيها الفرح والحزن والدموع والدماء والتضحيات والشدائد والمحن والصعوبات والتحديات والمخاطر والآمال وآلالام، وطبيعة العمل التي جمعتنا خلقت نوعاً من العلاقة المختلفة تماماً، عاطفياً وإنسانياً وفكرياً، وهناك نوع من الأخوة تدفعك العلاقة معه في مرحلة من المراحل تشعر بأنكما شخص واحد، أنت جزء منه، وهو جزء منك، هناك أشخاص في حياتي أشعر تجاههم بذلك، ولقد كان الحاج قاسم واحدٌ منهم، لذلك نعم أنا أفتقده كثيراً”.
ولفت إلى أن شخصية الشهيد قاسم سليماني كانت جامعة حتى على المستوى الفكري، وكان مثقفاً جداً، وأضاف قائلاً: “كانت جلساتنا تمتد لساعات طويلة، وكنا نناقش مواضيع مختلفة، في آخر ساعة من النقاش كنّا نتطرق إلى قضايا فكرية وعقائدية ودينية”.
بالإضافة إلى ذلك، لفت السيد نصر الله إلى أن “الشهيد سليماني كان رجلاً استراتيجيا ورجل تخطيط ورجل ميدان وتكتيك في آن واحد”، مشيراً إلى أنه في الآونة الأخيرة قبل استشهاده كان شديد القلق عليه وحذره مراراً من مخطط لاغتياله.
وأضاف قائلاً: “إن ظهور الحاج قاسم إعلامياً لم يكن مخططاً له لكن هذا الأمر أثبت من هم الذين دافعوا عن المنطقة”.
أما عن الشهيد أبو مهدي المهندس، قال السيد نصر الله للميادين إن الشهيد أبو مهدي “قائد عظيم وشخصية شبيهة بالشهيد سليماني”.
وأضاف أنه “كان أحد قادة محور المقاومة بما يتجاوز العراق إلى كل قضايا المنطقة”، لافتاً إلى أنه “كان شريكاً أساسياً في صنع الانتصارين على الاحتلال الأميركي وداعش”.
وتابع السيد نصر الله: “الأميركيون خرجوا من العراق رغم أنوفهم، أذلاء وصاغرين نتيجة ضربات المقاومة، وخرجوا تحت النار لدرجة أنهم توسلوا إلى الشهيد سليماني”.