الذكرى 47 لتنفيذ عملية ميونخ البطولية
يصادف اليوم الذكرى 47 على عملية ميونخ البطولية، وهي إحدى أهم العمليات الفدائية في تاريخ القضية الفلسطينية.
حيث قام ثمانية أفراد من منظمة أيلول الأسود الفدائية في 5 سبتمبر عام 1972م أثناء دورة الألعاب الأولمبية بإقتحام مقر البعثة الرياضية الصهيونيية في القرية الأوليمبية بمدينة ميونخ وإحتجاز 11 فرد من الفريق الأوليمبي الصهيوني كرهائن ، قتل منهم رياضي ومدرب صهيوني حاولوا المقاومة عند إحتجازهم ، وطالب الفدائيين بالأفراج عن 200 من المعتقلين العرب في السجون الصهيونية من بينهم ريمة عيسى وتيريز هلسة اللتان تم أسرهما إثر عملية مطار اللد التي حدثت في 8 مايو من العام نفسه والفدائي الياباني أوكاموتو والضباط السوريون الخمسة الذين أسرهم اليان الصهيوني مع ضابط لبناني يوم 21 يونيو عام 1972م وبأن تؤمن نقلهم إلى أى دولة عربية.
أحاطت الشرطة الألمانية بالمبنى ، وتمركز القناصة على أسطح المباني المجاورة وبدأت المفاوضات مع الفدائيين بحضور وزير الداخلية الألماني الذى عرض عليهم في البداية مبادلة الرياضيين الصهاينةبعدد من المسؤلين الألمان ولكن رفض الفدائيين هذا الطلب ، وعرضت السلطات الألمانية مبلغ غير محدد من الأموال ولكن رفض هذا العرض أيضا.
فشل عملية الانقاذ
وبناء على اتصالات بين السلطات الألمانية والسلطات الإحتلال أرسل الكيان الصهيوني مسئول كبير من جهاز الأمن الصهيوني لأعداد كمين لأطلاق سراح الرهائن حتى لو أدى ذلك إلى مقتلهم كما صرحت بذلك جولدا مائير في تصريحها أمام الكنيست.
طلب الفدائيين بتوفير طائرة تقلهم مع الرهائن إلى القاهرة ، أقلعت طائرتا هيلكوبتر محملتان بالفدائيين والرهائن إلى مطار “فورشينفليد بروك” العسكري التابع لحلف شمال الأطلسي والذى كان قد نصب الكمين فيه.
أحتل 12 قناصاً ألمانيا عدد من المواقع في المطار الذى كانت ساحته مضاءة بالأنوار الكاشفة ، وأطلقوا النار على الفدائيين فرد هؤلاء عليهم بالمثل ، كما أطلقوا النار على الأنوار الكاشفة فساد الظلام مسرح العملية.
وأنتهت عملية الإنقاذ الفاشلة التي قام بها الألمان بقيام الفدائيون في النهاية بقتل 9 رياضيين صهاينة بالإضافة إلى ضابط شرطة ألماني ، كما قتل 5 من الفدائيون الثمانية على يد قوات الشرطة أثناء محاولة الإنقاذ.
وأطلقت ألمانيا سراح الفدائيين الثلاثة الناجين في 29 أكتوبر عام 1972م إثر عملية خطف لطائرة تعود لشركة لوفتهانزا الألمانية كانت متوجهة من بيروت إلى ألمانية الاتحادية .
في رد على العملية، خطط الكيان الصهيوني ونفذ عمليات إغتيال لعدد من الأفراد الذي قيل أنهم كانوا مسؤولين عن العملية ، وبالرغم من الإعتقاد السائد بأن اثنان من منفذي العملية الناجين الثلاث قتلوا كجزء من العملية الإنتقامية ، فإن بعض الدلائل الحديثة تشير إلى عكس ذلك.
ويقول الشهيد أبو إياد أحد قادة حركة فتح ، في كتابه “فلسطيني بلا هوية” إن الدافع وراء عملية ميونيخ كان رفض لجنة الألعاب الأولمبية إشراك رياضيين فلسطينيين في أولمبياد 1972 ، بحجة أن فلسطين واقعيا لا وجود لها، وكان الهدف لفت أنظار العالم إلى قضية فلسطين ، والمطالبة بإطلاق سراح 200 أسير عربي وأجنبي ، من السجون الصهيونية.