الذكرى 35 لاستشهاد عروس الجنوب سناء محيدلي
ولدت الشهيدة سناء يوسف محيدلي في بلدة عنقون قضاء صيدا جنوب لبنان في 14/ آب /1968 , نمت وترعرعت في بيت وطني يرفض الظلم والقهر والاحتلال .
عملت سناء في أوقات فراغها وبعد الدراسة في محل لبيع أشرطة الفيديو ,وخلال عملها هناك قامت بتسجيل / 36 / شريط فيديو للشهيد وجدي صايغ الذي نفذ عمليته ضد العدو الصهيوني في منطقة قريبة من الموقع الذي نفذت فيه سناء عمليتها الاستشهادية .
قامت بتسجيل وصيتها عبر كاميرا الفيديو ووجهت من خلالها رسائل إلى رفاقها وأهلها وأوصت بتسميتها عروس الجنوب .كان هدفها تحرير الأرض والانتقام للأطفال الذين قتلوا في الزرارية وحومين التحتا وجباع وكوثرية السياد وغيرها .
في صباح يوم الأحد 24/آذار / 1985 خرجت من منزلها بحجة شراء طلاء للأظافر وفي طريقها أبلغت عناصر حاجز أمني بالقرب من منزلها أنه في حال افتقادها عليهم إبلاغ ذويها أنها لن تعود .
في السادسة مساء بدأ البحث عنها عند الأهل والأقارب دون جدوى , كان الأب والصديقات يترقبون السماع بعملية بطولية ضد الاحتلال , فقد أسّرت سناء لصديقة قبل اختفائها بثلاثة أيام بأنها ستقوم بعمل يتحدث عنه أهلها والناس بفخر واعتزاز فالعمل في محل تأجير أفلام فيديو لم يكن طموحها هدفها هو الشهادة .
يروي أحد المعنيين في تدريبها وتجهيزها أنّه في الفترة التي انقطعت فيها أخبارها عن الأهل والأصدقاء لم تتراجع سناء ولا مرة عن قرارها القاطع بالمضي في طريق الشهادة إذ يقول : “يوما ” بعد آخر تبدو أكثر عزما” وصلابة أدهشت كل من قابلتهم , كان الرفقاء يحاولون بداية أن يضعوا سناء أمام ما يشبه الاختبارات النفسية والذهنية , فوضعت هي الجميع أمام اختبارات لم يعهدوها من قبل .
تعلمت سناء قيادة السيارة في ثلاثة أيام فقط , وتدربت على حمل السلاح بالسرعة ذاتها أيضا” كانت حالة فريدة فعلا” .
كان القرار بتنفيذ العملية قد اتخذ رسميا” في الدوائر المعنية , وكان مقررا” حصولها قبل أيام من تاريخ وقوعها , لكن فريق الرصد الخاص حينها أبلغنا أن الصيد لم يكن ثمينا” .
تقدمت سناء قبل العملية بيوم بطلب غريب عندما أحضرنا السيارة المفخخة وسألتني إذا كان بالإمكان تغيير مكان زر التفجير المثبت في السيارة قالت :” هنّي أحقر من إنّو أقتلهم بإيدي بدي ل اقتلهن بإجري “.وكان لها ما أرادت .
في صباح العملية كانت تودعنا مبتسمة هادئة واثقة كنا جميعا” صغارا” أمامها , أهم ما كان في سناء أنها كانت حاضرة الذهن وقليلة الكلام .”
في الساعة الحادية عشر ة قبل ظهر يوم الثلاثاء الموافق 9/نيسان /1985 عبرت سيارة بيجو /504/ بيضاء اللون الحاجز المقام في منطقة باتر – جزين في طريقها نحو الجنوب اللبناني , وقد سبق للسيارة أن توقفت وراء الحاجز المقام للعبور نحو الجنوب , ثمّ انضمّت فيما بعد إلى طابور طويل من السيارات , وبعد عبور الحاجز الأول لم تكمل السيارة طريقها , بل سارت ببطء دون أن ينتبه أحد من جنود الاحتلال الصهيوني أو العملاء لما ستقدم عليه سناء التي تقود السيارة والتي كانت تتجه بكل عزم وإصرار نحو قافلة عسكرية اسرائيلية تتحرك من المنطقة ضمن إجراءات القيادة العسكرية الإسرائيلية لإخلاء معدات من مواقعها في القطاع الشرقي من لبنان استعدادا” لتنفيذ المرحلة الثانية من الانسحاب .
لاحظ أحد جنود العدو الصهيوني أن السيارة لم تكمل طريقها وفق ما أشار لها حراس نقطة التفتيش , فاقترب منها محاولا” التدقيق بهوية الفتاة التي كانت تقود السيارة لكن كانت سناء محيدلي أكثر إصرارا” وتصميما” وسرعة فانطلقت بسيارتها باتجاه القافلة واجتازت حاجزا” حديديا” موضوعا” بشكل أفقي أمام مركز التجمع وأمامه عوائق صغيرة متعددة , فأطلق حامية الحاجز الصهيوني رشقات من الرصاص باتجاه السيارة لكن الشهيدة كانت أسرع بالوصول إلى تجمع الحافلة وفجرت السيارة .
نعتها جبهة المقاومة الوطنية :” الساعة الحادية عشر صباحا” من يوم الثلاثاء 9/4/1985 قامت إحدى مناضلا تنا الرفيقة الشهيدة سناء محيدلي بعملية استشهادية استهدفت تجمعا” لقوات العدو على طريق باتر – جزين حيث كانت تتجمع أعدادا” كبيرة من الشاحنات والدبابات والآليات المجنزرة والعديد من المشاة المنسحبين من تلال الباروك ونيحا , وذلك باقتحامها القوة العسكرية للعدو الصهيوني بسيارة بيجو/ 504/ مجهزة ب/200/ كغ من مادة T) T N ) شديدة الانفجار وقد أوقعت العملية خسائر كبيرة في جنود العدو يقدر عددهم بحوالي /50/ بين قتيل وجريح بالإضافة إلى إعطاب وإحراق عدد من الآليات .
احتفظ الكيان الصهيوني بأشلائها حتى تموز /2008/ حيث تمّ إعادة رفاتها في صفقة تبادل الأسرى وجثث المقاتلين بين حزب الله و العدو الصهيوني , وسلمت لذويها ليتم دفنها في مسقط رأسها في عنقون .
فانغرست سناء في تراب الجنوب لترويه من دمها وحبها له .