الذكرى 16 لعملية ذوبان الجليد المشتركة
عملية نوعية مشتركة
في صباح 29/1/2007 توجّه الشهيد محمد السكسك من سرايا القدس إلى
مكان تنفيذ العملية في (مدينة أم الرشراش ـ إيلات المحتلة)، أوقف سيارة صهيونية
لتقله إلى الهدف المحدد له، وحسب رواية أحد الضباط الصهاينة الذي أقلَّ الإستشهادي
محمد السكسك إلى مكان تنفيذ العملية ويدعى المُقدم «يوسي فلتينسكي»:
يقول: أنه خرج من منزله الساعة التاسعة صباحاً في طريقه لفندق «سبورت» حيث
يعمل وأخذ يبحث كعادته عن عمال الفنادق الذين تخلفوا عن السيارة التي تقلهم
إلى العمل وبعد عشر دقائق أوقف سيارته وأقلَّ شاباً يرتدي معطفاً أحمر اللون ويعتمر
قبعة حمراء ويحمل حقيبة ظهر وحين سأله عن المكان الذي يقصده اكتفى الشاب
بإشارة من يده فهم منها الضابط أنه يطلب الوصول إلى مركز المدينة
ويضيف الضابط الصهيوني قائلاً: أنه وبعد أن اشتبه بتصرفات الشاب وسلك طريقاً يلتف
حول مدينة إيلات لتجنب الدخول في أماكن مأهولة إلا أن الشاب لاحظ ذلك وظهرت
عليه علامات التوتر فما كان من الضابط إلا أن أوقف سيارته وطلب منه مغادرتها فوراً
وقال أسلك هذا الطريق حتى تصل إلى مركز المدينة وقصد الضابط بذلك تضليل
المسافر غير المرغوب فيه ووجّهه إلى طريق خالية من السكان.
ترجل الفارس
وبعد أن ترجل الشاب من السيارة شارع الضابط إلى الاتصال بالشرطة الصهيونية
وأبلغهم بتفاصيل ما حدث معه ونقل لهم تفاصيل الشاب ووصفه دون أن يغفل تعقبه
في سيارته إلا أن الشاب جنح عن الطريق الرئيسي وشرع في الركض، وما أن وصل
الشهيد محمد السكسك إلى «حي إيزيدور» في مدينة إيلات دخل أحد المخابر
الصهيونية وقام بتفجير جسده الطاهر وسط جموع الصهاينة الأمر الذي أدى
إلى مقتل ثلاثة صهاينة وإصابة العديد منهم بجراح متفاوتة.
الاستشهادي محمد فيصل السكسك
الميلاد والنشأة…
ولد محمد فيصل نعيم السكسك (أبو همام) في منطقة التوام شمال مدينة غزة في
7/11/1986م، لتنتقل الأسرة للعيش فيما بعد في منطقة السلاطين غرب مدينة بيت لاهيا.
تربى الشهيد محمد في أسرة كريمة ، لم يتمكن من العيش في مسقط رأس العائلة ألا وهي
مدينة «يافا» المحتلة.
درس الشهيد محمد السكسك المرحلة الإبتدائية في مدرسة الأيوبية في مخيم جباليا،
ونظراً للظروف المعيشية الصعبة التي كانت تمر بها الأسرة ترك الشهيد الدراسة والتحق
بسوق العمل ليعمل في مجال البناء والطوبار.
صفاته وعلاقاته بالآخرين….
كان شهيدنا المجاهد «أبو همام» حريصاً على الصلوات الخمس في مسجد الخنساء القريب
من منزله، وخاصة المداومة على صلاة الفجر.
عرف عن الشهيد بأنه كان باراً بوالديه الأكارم، فكان مطيعاً لهم ولا يعصى لهم أمراً, ارتبط
محمد السكسك بعلاقات طيبة مع الجميع، فمنذ صغره اتصف بالأخلاق الحميدة ، فكان مثال
الشاب المتواضع، الهادئ الصبور والمتسامح.
ارتبط الشهيد بصداقة حميمة بعدد كبير من الشهداء، عُرف منهم الشهيد «نادر أبو العمرين»،
فكانت علاقات أخوة ومحبة وتسامح، أكبر من كونها علاقة تنظيمية.
مشواره الجهادي….
تربى الشهيد المجاهد محمد السكسك على درب الإيمان والوعي والثورة، والتحق
في صفوف حركة الجهاد الإسلامي ،ونظراً لحب الشهيد محمد السكسك للمقاومة
والجهاد التحق في صفوف سرايا القدس، في العام 2001م، فكان مثالاً للجندي المجهول،
وكان يعمل بلا كلل أو ملل.
كان محمدتواقاً للشهادة ويبحث عنها في كل الميادين، ويردد دائماً دعاء:
(اللهم اجعلني من أصحاب الفردوس الأعلى).
شارك الشهيد محمد مع إخوانه المجاهدين في العديد من عمليات الرصد والاستطلاع
لتنفيذ العمليات الجهادية.
كان الشهيد دائم المشاركة في التصدي للاجتياحات الصهيونية المتكررة لمدننا وقرانا،
وتشهد له بذلك أراضي بيت حانون وجباليا، ومنطقة العطاطرة والعمودي في بيت لاهيا.
أصيب الشهيد محمد السكسك بنيران قوات الاحتلال الصهيوني أثناء قيامه بإطلاق صاروخ
على قوات الاحتلال خلال اجتياحها الأخير لبلدة بيت لاهيا.