الذكرى 12 لاستشهاد محمد إبراهيم جحجوح
علمني كيف أكون شهيداً علمني كيف أموت حميداً علمني كيف أَدِينُ لربي أدع الدنيا هناك بعيداً علمني كيف أودع أهلي جلداً صبوراً كالجبال صموداً…
ولد الشهيد المجاهد محمد إبراهيم جحجوح، بتاريخ ( ١٤ / ٨/ ١٩٨٤ م) في حي الكرامة شمال غرب مدينة غزة، ونشا في أكناف أسرة محافظة تعود جذورها إلى قرية “الجورة” المحتلة منذ عام النكبة والتشريد ١٩٤٨ م، وتتكون أسرة شهيدنا بالإضافة إلى والديه، من خمسة إخوة وثلاث أخوات.
تلقى شهيدنا “محمد” تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس الوكالة، ليلتحق بعدها بمهنة “الخياطة” قبل أن يلتحق بصفوف الشرطة الفلسطينية، ويصبح أحد عناصرها المحافظين والملتزمين. وشهيدنا متزوج، وقد رزقه الله من زوجه المصون باثنين من الأطفال أسماهما “مجدي”، و”مؤمن” صفاته وأخلاقه كان الشهيد احد الشباب المحافظين على صلواتهم في مسجد طارق بن زياد في حي الكرامة كما وعرف عن الشهيد برفعة أخلاقه النبيلة وسيرته العطرة وصفاء قلبه وحسن معاملته مع الآخرين وبره بوالديه كما كان محبوباً من جيرانه وأصدقائه. كما واتسم الشهيد بالجدية، والهدوء في آن واحد، حيث تميز بشخصية قيادية.
مشواره الجهادي منذ نعومة أظافره تعرف الشهيد على خيار حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين التي أرسى قواعدها الدكتور المعلم فتحي إبراهيم الشقاقي، على قاعدة الوعي والإيمان والثورة، حيث التزم شهيدنا مع إخوانه في مسجد طارق بن زياد في صفوف الحركة وشارك في كافة الفعاليات التي تنظمها الحركة، وتميز بالإخلاص في العمل ما أهّله للالتحاق بصفوف سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي وكان ذلك في العام ٢٠٠٥ م، ليخوض سلسلة من الدورات التدريبية والعسكرية قبل ان يصبح احد المدربين العسكريين المشهود لهم بالتفاني والعطاء والإبداع على مستوى مجاهدي السرايا في المنطقة، كما عمل شهيدنا في وحدة المرابطين على الثغور والوحدة الصاروخية ووحدة القناصة. موعده مع الشهادة في الوقت التي كان قطاع غزة على موعد مع الجريمة والمحرقة الكبرى،عام 2008_2009 امتشق شهيدنا سلاحه واختار طريق الاستشهاد لكي يرد كيد الأعداء ويدافع عن ثرى الوطن لا سيما في منطقة “التوام” شمال غرب مدينة غزة، حيث تمكن في تلك المنطقة من قنص اثنين من جنود الاحتلال، وتحديدا في يوم رحيله عن هذه الدنيا شهيدا والذي وافق الرابع عشر من يناير عام ٢٠٠٩ م، عندها تمكنت قوات الاحتلال من تحديد مكانه وأطلقت باتجاهه قذيفة مدفعية الأمر الذي أدى إلى ارتقائه إلى علياء المجد شهيدا بعد أن أدمى جنود بني صهيون وأثلج صدور قوم مؤمنين. طوبى لمن لله كان جهاده إخلاصه بعقيدة الحق اليقين